قال لي ابني متحمسا : سوريا تناديكم يا أبي. فقلت له: ومن أنا ! اذهب إلى حكام العرب فهم القادرين على تلبية هذا النداء. فقال لي : لا بل إلى قادة أهل السنة... فقلت له: يا بني لا تكن طائفيا,فالعروبة توحدنا كما تعلمنا ذلك صغارا. فقال: أي عروبة يا أبي ونحن نشاهد المجازر في سوريا, وخيانة وتزوير للحقائق من أبناء العروبة الذين كانوا يعيشون بيننا والبعض الآخر جمع ثروات طائلة من خيرات الخليج والجزيرة العربية أصل العروبة وجذورها, وتنصل منها وانضم لحلف المجوس الصفوي. فقلت له يا بني: يبدو أن الأحداث قد جعلتك قاسيا في طرحك وتقييمك للأمور ! نعم سوريا تمر بمحنة لا يعلم نهايتها إلا الله, وأهل السنة في كل مكان لا حياة لمن تنادي, فمصر لن تهدأ قريبا وتتضح فيها الصورة, والمغرب العربي مشغول بربيعه. وتركيا السنية ليست بالقوة التي كنا نتوقعها إسرائيل قتلت لها جنودا و لم تعتذر لها, وارتعدت فرائصها بعد تهديد إيران لها, وفرنسا تلعب بأعصابها بقضية الأرمن وأردوغان تأثر بالعرب وأصبح ظاهرة صوتية يختفي شهرا ويخرج دقائق بكلماته المعروفة التي استمرت شهور: لن نسكت ولن نسمح بما يجري في سوريا فقال لي : و أين أهل الجزيرة والخليج فقلت له : لن أتحدث إلا عن شعوب الخليج, فهم مشغولون بالكرة وأجمل بعير ومهرجانات التسوق ... وسباق الزاجل, وعلمائهم مشغولين بالردود على بعض والتغريد في التويتر . والمجتمع أصبح مقسما بين ليبرالي و علماني و متشدد و متطرف وداعية مشهور وشيخ وقور وحوار وكلام بعده كلام .... و سب وشتم وتعصب رياضي و مكافحة فساد ... ستألف كتاب لا تسرق. و ماذا عن النساء يا أبي لعلهن أكثر شجاعة منكم فقلت له: المرأة الخليجية شاغله الدنيا ومشغلتنا وش تلبس ومن سينصرها وكيف نوظفها ! وقنوات على كيفك تفسير أحلام وقصايد وأسهم و بنات أوجيه وانت طالع ... وماذا عن اليمن يا أبي:فقلت له:عام مضى من الثورة وبقي أعوام من التخزين... والحكمة اليمانية ستنتصر في النهاية. ولكني أخاف عليك يا بني أن تصنفك القنوات طائفيا خاصة وأن جميع القنوات تنشر أخبار إيران التي تهددنا وأمريكا ترد بالنيابة عنا... والاثنين ما ندري وين راح يوصلونا مرة تلقاهم متفقين ومرة يرعدون ويزبدون وفي سوريا ينشرون صور مقاتلين ليسوا طائفيين من إيران وعملائها ... وهي ليست حرب طائفية بشهادة المالكي لأنها ترسل المقاتلين والأموال لنظام بشار عن طريقه و فيلق القدس الشيعي من كل الجنسيات حتى الخليجيين الشيعة وحزب لبنان الشيعي والمالكي ما هو طائفي لكنه شيعي ومقتدى الصدر الشيعي (مدمن سوني2 كما سمعنا) كلهم هناك تجمعوا من أجل النصيري العلوي فهم يكرهون الطائفية... ومن فرعنك يا فرعون يا حسن العلقمي إلا خور أصاب أهل السنة ولعبت علينا سنين بالطائفية وانطلت على الكثير من الأمة يا طائفي يا قزم أمام رجال حمص وحماة ودرعا وتشييع الجنازات في ضاحيتك المجوسية أكبر دليل على كذبك ولكن ستجد من السوريين ما يسرك... وقتل أهل السنة لن تغطيه ألاعيب المقاومة ولن يبقيك طويلا واقترب القصاص. و أين إعلامنا يا أبي عن هذا القتل الطائفي : فقلت له يا بني :إعلامنا البرجوازي العربي أو عواجيز الفكر العربي القابعين خارج الوطن العربي, يتمنون أن يكون السني السوري مثل حسونه والبوطي, يكره الطائفية و لا يتظاهر ويسلم لهم بيته وماله وعمره وعرضه, المهم أن لا تقول هاجمني علوي نصيري شيعي ... وأعجبني برزاني الأكراد الذي نصر إخوانه الكرد في سوريا وجمعهم على ضعفه وكثرة أعدائه... وقريبا سيبنون دولة الكرد بتوحدهم ونصرة بعضهم بعضا, فهم بذلك يستحقون فلقد كافحوا سنين ومات منهم الكثير, و أصحاب حق تاريخي وأرضهم تشهد بذلك ألم تسمع يا بني عن كردستان وتعني أرض الكرد, وابنها العظيم صلاح الدين, فمن أعطى لنفسه الحق بتقسيم أرضهم وتوزيعها غنيمة بين إيران وتركيا وسوريا...الكرد رجال ويكرهون الطائفية, لكن للطائفية رجال وزمان ... يا أبي : أين السنة من ما يجري في سوريا. فقلت له يا بني: السنة تخاف من الطائفية, أقصد مسكين السني ليس لديه زعماء تحميه ضاع في العراق و ضاع في لبنان واليوم يحتضر في سوريا أخر ورق التوت التي ستسقط على رؤوس الجميع ... فاتكم القطار يا سنة إن سقطت سوريا بيد الحزب الصفوي واستعاد النصيري عافيته لن تنفعكم المجاملة وتجميل الصورة والتهرب من الطائفية أو الخوف من الحروب فهم لن يتركوننا بحالنا ولن نجد من يعيننا من العرب السنة لأننا تركناهم ولم ننصرهم... هذا إن كانوا يستطيعون (لقد أكلت حين أكل الثور الأبيض)... إنها لحظة الحقيقة سوريا إما لنا نحن السنة أو للشيعة الصفوية النصيرية... إنها الطائفية المقيتة فلماذا نهرب عنها, لقد أصبحت هي الفاصلة والواقعة... ولن تهدأ الطوائف حتى ترى منا العزم والحزم والشدة ... عرفت يا بني لماذا نكره الطائفية قال : نعم يا أبي واسمح لي لأنكم جبناء تتحدثون وتكتبون ولا تفعلون شيئاً, وتركتم إخوانكم شهور للطائفيين يقتلونهم وينكلون بهم ويعتقلونهم ويجوعونهم, ثم سلمتموهم للدابي ومراقبي المالكي شهرا, والآن تتخلون عنهم ليقرر مصيره الروس ومجلس الأمن... أما أنا فأقول : ليتني بعمرك يا أبي فلن أرضى لأخي المظلوم إلا العزة والكرامة والنصرة, ولو مت دون ذلك, ولا أبالي أن تقولوا عني بعد ذلك طائفيا . فقلت له : عليك بالدعاء لهم يا بني, فالحكمة بأن لا تعدم وسيلة النصرة لإخوانك والعزة للأمة أهل السنة والجماعة وسترى ذلك قريبا بإذن الله. د.سلطان بن فيصل السيحاني