تحاكي نظرية عش النمل فرضية وجود نمل في جميع أنحاء المنزل، فهل نستطيع القضاء على هذا الكم الهائل من النمل؟. بالتأكيد لا، والعمل هو البحث عن عش النمل كي نقضي على معقله الرئيس، ولكن في حال لم نتمكن من العثور على عش النمل، فإن الخيار الأمثل هو صناعة عش افتراضي للنمل، وبعد أن يتجمع النمل في هذا العش يتم القضاء عليه. الإنترنت أطلق عام 1969م، وهو مشروع يتبع وزارة الدفاع الأمريكية، ثم توسع وانتشر بين البلدان، حتى وصل إلى كل بيت، وعملت أجهزة الاستخبارات الدولية في استخدام الانترنت لأغراض التجسس والمراقبة، ومع تطور التكنولوجيا، وظهور ما بات يعرف باسم الإعلام الجديد، وهو عبارة عن شبكات للتواصل الاجتماعي عرفت بأسماء متعددة أشهرها تويتر والفيس بوك، فعملت أجهزة الاستخبارات الغربية والصهيونية على استغلالها، ومتابعة روادها، والحصول على معلومات المشتركين فيها، وأنماط تفكيرهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية والاقتصادية، فأصبح الفيس بوك عش النمل الذي يقضي به الشباب العربي أوقاتا طويلة وهم يعبرون عن ما يجول في خواطرهم، فبدأت بعض أجهزة الاستخبارات العالمية استغلال الشبكة والعمل على اصطياد عملاء جدد، ومن أحدث الطرق التي تستخدمها أجهزة الاستخبارات الدولية لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي هي عملية اصطياد النخبة، ويتم ذلك من خلال عملية ذكية جداً، حيث يقدم رجل المخابرات نفسه بأنه مدير مركز أبحاث ودراسات أو رئيس تحرير صحيفة، وأنه يتابع كتابات الشخص المستهدف، ويبارك له بشرى اختيار المركز للباحث كي يعمل ضمن صفوف الباحثين التابعين للمركز مقابل راتب محترم، ويطلب منه أن يكتب بحثاً بعنوان: (سياسي أو أمني أو عسكري أو اقتصادي) حسب اهتمامات الجهة الممولة وتخصص الضحية، وما يدلل على أنهم لا علاقة لهم بمراكز الأبحاث المحترمة قولهم بأن ما تكتبه لا ينشر، وأن المركز هو للاستشارات فقط، وعندما تكثر الأسئلة عن هوية المركز ومن يعمل به وعنوانه الحقيقي، تعرف أنك أمام جهاز استخبارات، لأنه سرعان ما يقطع حديثه ويعمل بلوك على اسمك.ولكن نظرية عش النمل فيما يتعلق بشبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي أمام الوعي الأمني لشبابنا العربي والفلسطيني قد فشلت، وانقلب السحر على الساحر، ونجح الإعلام الجديد في فضح جرائم (إسرائيل) وعنصريتها أمام الرأي العام الغربي.