د في ردة فعل هي الأشد قوة بعد رد القذافي وبشار الأسد على المتظاهرين في بداية المطالبة بالإصلاحات. اطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تهديداً على المحتجين العراقيين أنذرهم فيه بإنهاء تظاهراتهم أو انه سوف يتم انهاؤهم!! هكذا نطقت ديمقراطية قالت الولاياتالمتحدةالامريكية انها سوف تكون مثالا للحرية بعد غزو العراق واسقاط تمثال صدام حسين من الساحة الخضراء!! وها هو يأتي اليوم الذي يرسم فيه المالكي الوان الديمقراطية للعراقيين بالقتل الذي يغتال حرية "مزيفة" نصبت واشنطن أعمدتها تحت خيمة الولاءات "الغبية" وتوزيع الفتنة المذهبية .خاصة بعد عودة المالكي في ولاية ثانية إلى مقعد رئاسة الوزراء ليكون قراره الخاص باجتثاث البعث "شماعة" لأسوار السجون ضد كل من يطالب بالإصلاح دون أية علاقة بالبعث. على ان الأخير قد انتهى بنظام الرئيس السابق .وهي حقيقة يدركها النظام الحالي.. لكنها محاولة "لتغليف" النزعة الطائفية التي ادركتها السنة والشيعة في العراق على حد سواء.. بل كان لمقتدى الصدر أحد زعماء الشيعة المعتدلين موقفه الواضح والصريح حين طالب المالكي بالاستقالة بعد تهديد الأخير للمتظاهرين. وهو ما يسقط اعتقاد المالكي بأن شيعة العراق وهم الأكثرية سيقفون إلى جانبه في قمع الاحتجاجات. وبالتالي فإن موقف الصدر اضافة إلى شعارات زعماء السنة نحو الوحدة الوطنية تؤكد في مجملها أن مراهنات المالكي على تأجيج صراع دموي يرتكز على الطائفية هي مراهنات خاسرة.. بل فضيحة سياسية لمنصب كان يجب ان يكون أكثر نزاهة وحرصاً من الآخرين على وحدة شعب خرج من دكتاتورية سقطت إلى أخرى نشأت بأدوات أكثر خطورة على الأرض والإنسان ما بين التقسيم والمذهبية. ثم إذا كان السيد المالكي يحارب البعث الذي لم يعد له مكان في بلاده, فلماذا يدعم نظام هو "أبو وأم" البعث في سوريا يقوده بشار الأسد؟. ثم إذا كان السيد نوري المالكي قد وقع على إعدام صدام حسين لقتله العراقيين في "الدجيل" وكردستان. فلماذا يقف إلى جانب نظام الأسد الذي يقتل شعبه يومياً في كل أرجاء سوريا ؟. أم انه من خلال تهديده الأخير للعراقيين يريد المالكي ان يكون "صدَّام" العراق الجديد بورقة البعث السورية.. وبشار المرحلة بدعم إيراني مكشوف؟.