الكل تأهب لهذه المواجهة .. يقولون مباراة الموسم .. مشجعون من كل حدب وصوب يحملون لافتات تغطي الأفق .. وأعلاماً تلامس عنان السماء .. حتى هتافاتهم لا تكاد تميزها من شدة الهدير وكأنه الموج الهائج .. وعلى قدر ما ترى من حماس مفرط ترى التوتر والقلق ..حتى مرضى السكر والضغط والربو يحملون في أيديهم عدتهم وعتادهم تحسباً لأي مفاجآت !! الجموع في انتظار وترقب لما سيسفر عنه هذا اللقاء من إثارة ومتعة ونشوة . أخذت الجماهير أماكنها على المدرجات، نزل الفريق للملعب وسط الصيحات والهتافات التي اهتزت على أثرها كل ركن وسارية على أرض الملعب ، ثم أخذ هذا الفريق مكانه من الجانب الأيمن للميدان ، وانتظرت الجماهير نزول الفريق المنافس ، الأعين على بوابة الدخول .. طال الانتظار .. ولا أثر لأي فريق آخر !! عادت الأنظار للملعب الذي لم يكن فيه سوى فريق واحد .. لاعب يتمخطر وآخر يقوم بتمارين إحماء ، والمفاجأة .. أن الحكم أطلق صفارة البداية !! فهل سيلعب هذا الفريق لوحده ضاربين بكل الأعراف والقوانين والأنظمة عرض الملعب ؟ المهاجم في هذا الفريق من سيهاجم ؟ والمحاور فيه من سيحاور ؟ والمدافع فيه عن أي شيء سيدافع ؟ ولم التساؤل وقد ركل (السنتر ) بالفعل وراح يلعب في طول الميدان وعرضه بمفرده وبكل حماسة وبسالة !! الجماهير مندهشة .. صفقت بادئ الأمر ظناً منها أن في الأمر مزحة .. لكن المزحة طالت .. وتيقنوا أن الأمر في منتهى الجدية .. نعم كان ذلك الفريق مصمماً على ألا يلعب إلا وحده ..أبدت الجموع تذمرها وتحولت هتافاتهم إلى صراخ وامتعاض : أوقفوا هذه المهزلة . لا مجيب ، المباراة مستمرة !! وحينما سئل المسؤول عن هذا المباراة الغريبة : أين الفريق الآخر ؟ قال : لا وجود لشيء اسمه آخر .. لا نعترف بأي آخر .. كل الفرق على وجه الأرض لا تفهم كما نفهم في هذه اللعبة .. نحن الأكثر دراية ومعرفة وقدرة على امتاع الناس .. لن نسمح لأي فريق أن يدخل هذا الميدان .. الملعب ملعبنا والكرة كرتنا ولا يحسن اللعب فيه أحد غيرنا ، لن نترك مجالاً لفريق آخر أن يشاركنا هذه الامتيازات ..أتريدون أن نسمح لمن يسعى إلى تلويث مهاراتنا في اللعب ؟ نحن من يهاجم .. ونحن من يدافع .. ونحن من يراوغ .. ونحن من يمرر .. ونحن من يسدد .. ونحن من يحقق الأهداف .. وبالتالي نحن من يسجل الانتصارات ،ثم من ذا الذي يجرؤ على أن يبارينا أو يهاجمنا ؟ إن هذا مدعاة للسخرية والحط من قدرنا ..ماذا لو لعب معنا فريق آخر وألحق بنا الهزيمة أمام أنصارنا ومحبينا .. ماذا سيكون موقفنا ؟أتريدون أهدافاً ؟ سنحققها .. أتريدون إنجازات ؟ سنسجلها !! كلها بسيطة ؛ على أن يكون هذا بمعزل عن أي فريق آخر قد يزاحمنا أو يسابقنا أو ينافسنا ..على أية حال ( والكلام للمسؤول ) كل ما ينبغي عمله الآن سواء منا أو من الجماهير أو الإعلام .. هو أن يستمتعوا ويتأملوا ويصفقوا لما نقدمه الآن في هذه المباراة .. وليدركوا أن ما نؤديه في هذه الأوقات هو الصواب وحده ولا تراجع عنه .. وأن هذه الجماهير .. وكل هؤلاء الإعلاميين .. وجميع تلك القنوات عليهم أن يعوا هذا الأمر .. فريقنا وبس .. أكرر .. فريقنا وبس . @ad_alshihri [email protected]