أظهرت مقابلة مع الأخ العقيد قائد ثورة الفاتح المجيدة في الجماهيرية الليبية الاشتراكية العظمى معمر القذافي في قناة (المستقلة) الفضائية في 20-6-2006 استغرقت حوالي ساعتين وخصصت لآرائه في لعبة كرة القدم وفي (المونديال) القادم آنذاك برعاية (الفيفا) في ألمانيا اهتمامه البالغ بهذه اللعبة وبمتابعة أخبارها، وكان هذا مفاجأة للذين اعتقدوا أن وقته الثمين ومسؤولياته السياسية وغير السياسية الجسيمة لا تتسع لمتابعة الرياضة أو الاهتمام بها بهذا الشكل الدقيق. هاجم الأخ العقيد القائد (الفيفا) وكذلك النظام المتبع في إقامة هذا المهرجان الرياضي في دول العالم هجوماً لا هوادة فيه، وهذا أمر لا يعنيني مطلقاً لأنني لا أفهم فيه. ولكن لفت نظري أنه طالب بالرياضة (الجماهيرية) أسوة بسلطة الجماهير وبالجماهيرية الليبية وبكل ما هو جماهيري بدلا من الرياضة (الفردية)، وذكر أنه أورد نظريته في هذا الشأن في كتابه (الأخضر) القيم، وتقضي هذه النظرية بأن تلعب الجماهير كرة القدم مثلاً (خلط بلط)، أي يلعب فريق عدد أفراده ألف شخص (على سبيل المثال) مع فريق آخر بالعدد نفسه أو بعدد مقارب له بدلا من أن تلعب (النخبة) الرياضية المكونة في العادة من عدد قليل ومحدد من اللاعبين ضد (نخبة) رياضية أخرى مماثلة، ويبقى الجمهور العريض في هذه الحالة مجرد متفرجين لا يمارسون اللعبة مع اللاعبين الآليين المحدودين والقلائل، في حين ستتحول اللعبة من لعبة (فردية) إلى لعبة (جماهيرية) إذا شاركت فيها الجموع الشعبية الغفيرة الحاضرة في الملعب معاً وفي وقت واحد، وبهذا تصبح الرياضة (للجماهير) وليست (للأفراد أو الخاصة). أنا لم أستطع تصور هذا الرأي واستيعابه، ولا أعرف كيف سيتأتى تنفيذه في لعبة كرة القدم بالذات، وكذلك في غيرها من الألعاب كالملاكمة والمصارعة والجمباز: هل يقوم حاضرو مباراة ملاكمة أو مصارعة ولنقدّر عددهم بخمسة آلاف متفرج بضرب بعضهم بعضاً (بالبوكسات) و(بالتباطح) في طول القاعة وعرضها ولا حاجة عند ذاك إلى حكم ولا إلى حلبة تخصص في العادة للملاكمين والمصارعين وحدهم لكي يتلاكموا ويصارع بعضهم بعضاً فوقها أمام النظارة والمشاهدين؟ أعتقد أن الحاجة حينذاك تستدعي حضور شرطة النجدة بكثافة لفض هذا الشجار الهائل. أنا لا أملك خلفية رياضية أصلاً في كل أنواع الرياضة، لذلك أحيل الأمر برمته إلى الرياضيين العرب المختصين ليدلوا برأيهم فيه بعد أن يراجعوا تفاصيل نظرية الأخ العقيد القائد هذه في (الكتاب الأخضر)، فربما غيّروا آراءهم التقليدية المعروفة، وبإمكاننا انتظار نتائج دراستهم العميقة مهما طال الوقت (ولو لشو مستعجلين؟!) كما يقول أهل الشام، أما قضايا العرب الكبرى فإنها تعد في نظر الأخ العقيد القائد قضايا ثانوية يمكن أن ننتظر (مفيش مشكِل)، فالعجلة كما هو معروف من الشيطان. معذرة سيدي الأخ العقيد القائد معمّر محمد عبدالسلام أبو نيار القذافي وسامحونا. أستاذ سابق في الجامعة