انتصار دبلوماسي سياسي كبير حققته القيادة الفلسطينية في يوم 29 /11 /2012 بالاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب بإجماع 138 دولة ناصرت الحق الفلسطيني وأيدت وجود هذا الشعب في مشهد تاريخي حقق الوعد للقضية الفلسطينية منذ أكثر من ستين سنة، ونتيجة إصرار الرئيس الفلسطيني عباس بالوفاء بوعده للشعب الذي عانى الويلات من الاحتلال الإسرائيلي، ها هو تحدى التهديدات والتحذيرات التي تلقاها من كل حدب وصوب جراء سعيه لاستحقاق الدولة لكنه واجه تلك التحديات بعزيمة وأمل لم ينته أو يتوقف إلا بتحقيق هذه الخطوة التي أسعدت جميع الفلسطينيين في كل مكان خارج وداخل فلسطين.. الشعب الفلسطيني بكامله خرج يحتفل ليلا ونهارا بهذا الانجاز الوطني الذي جاء مكملا لفرحة الفلسطينيين بالنصر الذي حققته المقاومة في غزة، رغم الجراح والمآسي التي لحقت بالمدنين في غزة جراء هذا العدوان، الأمر الذي حاز على استعطاف معظم شعوب العالم وساهم بتضامنهم مع هذا الشعب، وهو ما عبر عنه الرئيس الفلسطيني في خطابه إمام جموع الدول في الجمعية العامة داخل مقر الأممالمتحدة وحديثه عن آلة القتل الإسرائيلية التي تقتل وتدمر كل ما هو فلسطيني دون أن تخضع لقوانين دولية وحقوقية تردعها عن هذا الإجرام. هذا اليوم التاريخي المشرق في مسيرة نضال شعبنا السياسي الدبلوماسي على الخصوص والتي بموجبه أصبحت مكانة فلسطين ألان تختلف دوليا والذي حول مسمى فلسطين من أرض متنازع عليها إلى دولة تحت الاحتلال وهو ما يثبت حق الشعب الفلسطيني بهذه الأرض، الأمر الذي سيجيز لفلسطين من المشاركة بالاجتماعات العامة دون حق التصويت، وطلب الانضمام لبروتوكول المحكمة الجنائية الدولية والكثير من الاتفاقيات العالمية، وكما ستكون قادرة على إقامة دعاوى قضائية دولية ضد الجانب الإسرائيلي على الخصوص، والمطالبة بقوة معززة بموقف دولي ينهي الاحتلال، والانضمام إلى هيئات الأممالمتحدة الكثير ومنها مجلس حقوق الإنسان، وإلى اتفاقيات جنيف لاسيما الاتفاقية الرابعة، والدخول في المواثيق الدولية المتعددة. وفي ظل توالي الانجازات الفلسطينية من نصر عسكري إلى نصر سياسي لابد أن نؤكد على أن الخطوة الأخيرة ما هي إلا بداية الطريق لاستكمال مسيرة القضية الفلسطينية والاستعداد فعليا بإتمام هذا المشوار الذي بدأناه منذ 60عاما لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني بسيادته كاملة على هذه الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس كعاصمة أبدية لفلسطين شعبا ودولة، مع الالتزام بوحدة الدم الفلسطيني واللحمة الوطنية بمختلف الانتماءات، وهي الخطوة المنتظرة ألان وقبل أي شيء هو تحقيق الوحدة وإلغاء الانقسام فيظل هذه المعطيات التي نشهدها حاليا والتي توفر مناخ مناسب جدا لإتمام المصالحة من قبل الطرفين لان الأجواء الشعبية حاليا ايجابية بالفعل، مع التحذير من تأجيل الخطوة بدون استغلال لمزايا هذه المرحلة من الانجازات الفلسطينية التي يجب أن تتوج بتحقيق الوحدة والمصالحة لكي تكون ضاربة ثالثة موجهة ضد الاحتلال المستفيد الأول من هذا الانقسام، والشعب الفلسطيني الآن منتظر بكل شوق تحقيق اللحمة الفلسطينية الفعلية لإتمام فرحته باستحقاق الدولة، لمواصلة مسيرته النضالية متشبثا بحقه كاملا في وطنه فلسطين كل فلسطين.