بحث مبعوث رئيس السلطة الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد في بيروت مع كل من رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي أمس، «التحرك الذي تقوم به القيادة الفلسطينية في شأن الجهود المبذولة الآن للتوجه إلى الأممالمتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل من أجل الحصول على عضوية لدولة فلسطين في الأممالمتحدة، على طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس». رسالة من محمود عباس واستهل الأحمد زياراته بلقاء سليمان في قصر بعبدا وسلمه رسالة خطية من الرئيس عباس، وذكر بيان للمكتب الإعلامي في القصر الجمهوري أنها تركز على «طلب دعم لبنان وتأييده في الأممالمتحدة ومجلس الأمن من أجل الحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعضوية هذه الدولة في الأممالمتحدة». وأشار الأحمد خلال زيارته بري في عين التينة، إلى أن الحديث تناول «سبل حشد أطراف المجتمع الدولي من أجل تأييد هذه الخطوة (إعلان الدولة) ومساندتها في المحافل الدولية، وخصوصاً في مؤسسات الأممالمتحدة، كذلك أطلعناه على ما وصلت إليه الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وتشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة في ضوء ما تم الاتفاق عليه في القاهرة»، مشيراً إلى أن بري أكد «مساندته الكاملة ومساندة لبنان الشقيق لجهود المصالحة، كما أكد ضرورة إنجازها باعتبارها أحد الأسلحة الأساسية في مواجهة التعنت الإسرائيلي وتجاهل بعض أطراف المجتمع الدولي لعملية السلام». وأضاف أن اللقاء تطرق إلى «الهموم المتعلقة بأبناء فلسطين الذين يستضيفهم لبنان والمشاكل التي تواجههم في مجال العمل وبعض القيود والعقبات التي ما زالت قائمة على رغم القانون الذي أقره مجلس النواب اللبناني بإتاحة الفرصة للفلسطينيين للعمل في مختلف المهن، وأيضاً بعض القضايا الإدارية التي تتعلق بوثائق السفر الفلسطينية التي يحملها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان»، معلناً أن بري أكد «حرصه الكامل على حماية حق اللاجئ الفلسطيني باعتباره ضيفاً في لبنان، وأكدنا له أن جهودنا متواصلة، وأن عندما نسعى من أجل إنهاء الاحتلال فإننا نسعى أيضاً لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار الأممالمتحدة الرقم 194، الذي يؤكد حق اللاجئ الفلسطيني بالعودة إلى وطنه»، ومشدداً على أن «قضية التوطين في أي بلد سواء كان لبنان أم الأردن أم دولاً أجنبية غير واردة في التفكير والذهن الفلسطيني إطلاقاً». وجدد ميقاتي خلال استقباله الأحمد في السراي الحكومية «الرفض اللبناني الجامع لتوطين الفلسطينيين في لبنان، وحقهم في العودة إلى بلادهم، وفي دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس». ولفت إلى «أن الحكومة ستهتم في الشأن الإنساني للفلسطينيين المقيمين في المخيمات». واكد أن «تعزيز اللحمة بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني وتوحيد الموقف من الصراع تجاه العدو الإسرائيلي يعطي الموقف الفلسطيني المناعة المطلوبة ويمنع اسرائيل من استفراد الشعب الفلسطيني للنيل منه وحرمانه استعادة حقوقه الشرعية». وشدد على «أن إعادة القضية الفلسطينية إلى جدول أولويات الدول العربية والإسلامية، هو من أهم الواجبات، وكذلك ضرورة إعادة استقطاب مواقف دول العالم المحبة للسلام إلى جانب القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وتطبيق القرارات الدولية». وجدد تأكيد «الرفض اللبناني الجامع لتوطين الفلسطينيين في لبنان». ولفت إلى «أن الحكومة اللبنانية ستعمل على إيلاء الشأن الإنساني والاجتماعي للفلسطينيين المقيمين في المخيمات الاهتمام اللازم بالتعاون مع المنظمات الدولية المختصة». ورأى «أن الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية يجب أن تحفز اللبنانيين على التنبه للخطر الإسرائيلي المستمر على لبنان وتدفعهم إلى تقديم الوحدة الوطنية على ما عداها». وردّ الأحمد لافتاً الى أن «الحركة السياسية التي نقوم بها متواصلة ومكثفة في هذه المرحلة»، معلناً أن ميقاتي أبلغه بأن «لبنان أوعز، بتوجيه من الرئيس ميشال سليمان والحكومة، إلى وزارة الخارجية اللبنانية ومندوبية لبنان لدى الأممالمتحدة، للقيام بالاتصالات والجهود من أجل الاستعداد لمواجهة هذا الاستحقاق الذي نأمل في أن نوفق فيه». وتحدث عن المصالحة الفلسطينية، مؤكداً أن «لا رجعة عن هذا الاتفاق، وأن خطوات تنفيذه متواصلة ومستمرة حتى ننهي الانقسام وننزع من يد إسرائيل الورقة التي تستخدمها للتنصل من استحقاقات عملية السلام».