وانتصرت غزة، نعم انتصرت بتلك الايدي الطاهرة النقية، نعم انتصرت بارواح رجال اشتروا الاخرة وعاهدوا الله وباعوا ارواحهم لله، نعم انتصرت بصمود شعبها،رجالها،نسائها،اطفالها،شيوخها. بعد ثمانية ايام متتالية من القصف والدمار والتخبط الاسرائيلي بعدوانه السافر على قطاع غزة الحبيب، اصبح بإمكان ما يزيد عن مليون ونصف المليون فلسطيني في غزه تنفس الصعداء بعد انتهاء هذه المعركة الحاسمة بين الحق والباطل، بين اصحاب الارض ومغتصبيها، لكن انتهت بنصر وفرح وعزة وكبرياء وشموخ، فهكذا عهدناك يا شعب فلسطين، هكذا تغنى بك الاحرار، ولا ننسى ان نبرق تحية اجلال واكبار الى الشهداء و الجرحى والايتام والارامل وكلنا خجل من عذاباتهم وأوجاعهم ودموعهم وآهاتهم، لكن هذه هي ضريبة من اراد ان يحرر ارضه ويعيش بعزة وكرامة ونحتسب حقنا عند الله. بعد فشل العدو الصهيوني في تحجيم المقاومة وكسر ترسانتها الصاروخية المباركة التفت كعادته الى قصف المدنيين من اطفال ونساء كما حصل مع عائلة الدلو وعائلة العسيلي وهذا ان دل على شيء فانما يدل على انحطاط ارادة العدو وانحطاط اخلاقه وفشل مساعيه بالقضاء على مقاومتنا المباركة في غزة وبالمقابل يدل على قوة ارادة وعزيمة شعب فلسطين البطل الابي في غزة الذي ما فتيء بان يقدم الغالي والنفيس من ارواحهم دفاعا عن تلك الارض المباركه. لم يدرك العدو الصهيوني ان بعدوانه السافر على غزة الحبيبه قد دفع عجلة انهاء الانقسام، وان بدماء الشهداء الذي قضوا في تلك الحرب رويت مساعي الوحده الوطنيه التي تجلت بنصرة اهل الضفه الغربيهالمحتله وانتفاضتهم وتجاوبهم السريع مع اهلنا في غزه في وجه المحتل في نابلس والخليل ورام الله وطولكرم وجنين وبيت لحم ولعلي اقف ملياً وقفة اجلال واكبار الى مقاومينا وفصائل المقاومة في غزة التي سخرت كل امكانياتها لمواجهة هذا العدوان واصطفوا واستنفروا بجانب بعضهم البعض للدفاع عن اهل غزة ومن اجل الحفاظ على قطاع غزة شوكة في حلق الاحتلال الذي لطالما تمنى رؤساء وزراء الكيان الغاصب هذا غرقه في البحر. لكن لا بد من التنويه من نقطة هامة وهي ان الاحتلال رضخ لمطالب المقاومة وقام بالتوقيع على اتفاق التهدئة لسببين اساسيين، اولهما الفشل الذريع الذي اصيبت فيه (القبة الورقية) في صد صواريخ المقاومة التي نزلت على الكيان الغاصب كحجارة السجيل، وثانيهما هو ان كيان الاحتلال قادم على انتخابات هامة في الايام القليلة القادمة وليس من صالحه الاستمرار في الاخفاق العسكري وعدم مقدرته على حسم امور المعركة، وهنا يجب على حركات المقاومة الباسلة توخي الحذر وابقاء اليد على الزناد ومراقبة الوضع العام والاسرائيلي عن كثب لان اليهود لا عهد لهم. دامت غزة عزيزة منتصرة بصمود أهلها وبسواعد أبنائها.. لشهدائنا الرحمة..ولوطننا العزة..والنصر قادم بإذن الله.