عندما يُنمي مجتمع ثقافة (الذئب واللبوة) في نفوس الأجيال حتماً سيكون الناتج والإخراج الفكري سلبي وغريب الأفكار والتوجهات التي تدفع دائماً الأنثى على أن ترى الجنس الذكوري بشكل عام وكأنه (فك مفترس) يجب الابتعاد والحذر منه! وتجعل الرجال ينظرون للمرأة على أنها سبب كل فسق وكل سوء يجب درئها ووأدها بالحياة! فبعض الناس لاتزال أفكارهم ونظرتهم (سوداوية) لبعضهم، فنجد بعض الرجال ينظر للمرأة بمنظار (عاري) مُنسلخ من جميع القيم والمبادئ وحُسن الظن وإنها (عورة) يجب سترها في بيتها وهي فاسدة مفسدة على الدوام أينما حلت وأينما كانت! وبعض النساء ينظرن للرجل بمنظار (حيواني) بالي لا أساس له من الصحة مُتناسيات آدميته وأخلاقياته والفوارق الفكرية التي ينتمي لها بني آدم والتي تجعلهم قادرين على أن يفرقوا بين امرأة طاهرة عفيفة وأخرى عاهرة (الله يستر علينا وعليها). وعلى هذا الأساس الأخلاقي يتم تصنيف الرجل ضمن قائمة الرجال أولا! أجدني اليوم عادلة، مُنصفة، حكيمة كإمرأة عجوز لم يتبقى في عمرها أكثر من الذي مضى، لكني سعيدة وأنا اكتب هذا المقال وأحدثكم وكأني على منبر عالي وحولي الجموع من العالمين.. وبما اني تعمدت العدالة والإنصاف، وأطالع بالجانب الإيجابي الطيب أكثر من الجانب السلبي المقيت من كلا الطرفين، سأسرد لكم قصة لأحد الأشخاص وصلتني عبر الإيميل يحكي لي فيها عن موقف درامي تعرض له مع سيدة في مستشفى عمومي، حين كان هوفي انتظار المصعد (الأصانصير) وكانت تقف بالقرب منه في انتظار المصعد كذلك سيدة كبيرة -حسب وصفه- تبلغ من العمر ما بين الأربعين أوالخمسين عاماً تقريباً، ووصل المصعد ليستقله المنتظرون ولأنه جنتل مان (Gentle man) تركها تدخل أولاً من مبدأ ( Ladys First ) واحتراماً للسيدات، ودخل بعدها لكنه تفاجئ من ردة فعلها فقد قالت له بالحرف الواحد : «الله يجزيك خير أنا بطلع» وخرجت بالفعل! و-على حد تعبيره- خرجت علها تنتظر مصعداً خالياً من اي بشر يخصص لها وحدها. استغرب منها هذا التصرف الغريب فيما المكان العمومي يضج بالعاملين والعاملات ولا يجرؤا أحدهم على التحرش بالأخريات مع العلم أن المصعد يتسع لأكثر من 12 راكب! يا سيدتي الفاضلة.. اقتلي الذئب الذي يعيش بداخلك، فالشيطان إنسان, ذكراً كان أم أنثى، والعفة في الأخلاق والعفيف سوف يفرض احترامه ولن يسوءه فعل ما لم يبادر بالقبول. فبعض النساء كاللبوة ينحني لها الأسود ليصبحوا (كالخرفان) وبعض الرجال... (كفانا الله شرهم) وكفى! rzamka@ [email protected]