شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا من حياتنا اليومية قبل الأكل والشرب، ساهمت في تواصلنا الاجتماعي مع العالم من أخبار وصحافة ومعلومات وبحوث ولها دور في تعليم التحاور وإن كان لتلك الأجهزة فوائد جمّة في نطاق الأعمال والدراسة والبريد الالكتروني والتواصل فإن شأنها شأن القنوات التلفزيونية منها المفيد لنشر الوعي والخير ومنها لنشر الرذيلة والشر، لها منافعها كما ولها أخطارها وأضرارها القاتلة، ينتابنا القلق لما وصل إليها من سوء استخدامات معظم الشباب لها وفي طرق تعاملهم وإن كانت هناك نسبة من الشباب يحسن استخدام تلك الأجهزة في المجالات البحثية والإعلامية والدعوية فهل نحن نستفيد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الجانب الإيجابي وفي خدمة المجتمع؟. وهناك جوانب سلبية ويتم استغلاله من قبل ضعاف النفوس في نشر الصور والأخبار الكاذبة وتحريفها والإشاعات ونقلها دون تحري الدقة لدى استقبال أي خبر وإعادة إرساله دون التأكد من صحته ومصدره الرسمي فمن المؤسف أن نجد الأخبار والشائعات اصبح البعض ينسبها إلى إحدى وسائل الإعلام بهدف منحها الصبغة الرسمية فإن نقل وانتشار تلك الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة تعتبر ظاهرة غير أخلاقية في حرب خفية يتم فيها استهداف الإنسان والوطن والمجتمع ويتم تداولها بشكل واسع دون مبرر والتأكد من صحتها من قبل أولئك المستهترين بجهلهم لما لها من الآثار السيئة والتي أصبحت خطراً اجتماعياً على المجتمع وأفراده وأنها أسلحة صامتة تعصف بأمن المجتمع ووسيلة لتشويه سمعة البشر فلا بد من إيجاد حل لهذه المشكلة بتعزيز إصدار قانون تجريم نقل الإشاعات والأخبار الكاذبة وتتبع مصدرها والمروجين لها وعلى وسائل الإعلام بيان أضرارها وتأثيرها السيئ مع تثقيف المجتمع بدءا من المدرسة وإطلاق حملات التوعية في الاستخدام الأمثل لتلك الأجهزة بعد أن احدثت عُزلة في المجتمع وشرخاً في العلاقات بين الأفراد والأسرة في البيت الواحد وفي المجالس وبين الشباب في لقاءاتهم واجتماعاتهم حيث عزلت أجسادهم عن أرواحهم دون شعورهم بالآخرين وأصبحت تلك اللقاءات لا قيمة لها حين قضت على فائدة المجالس التي كانت تعتبر مدرسة يتم فيها مناقشة قضاياهم الحياتية اليومية، تجدهم مطأطئي رؤوسهم في المجلس أو في الطريق أو في سياراتهم أو يصدمونك أثناء تجولهم وأيديهم تتحرك وترسل بين الابتسامة والدهشة. انتشار تلك الأجهزة بين المراهقين وضياع الوقت بين قضايا الدردشة بالإضافة لقضائهم معظم الوقت خلف شاشته لها جانبها السلبي في تحصيلهم الدراسي وتأثيره على مسيرتهم العلمية وتأثيره الصحي واختلال الأعصاب وقلة القدرة على التركيز والإرهاق إلى جانب المشكلات النفسية والجسمانية والذهنية والأسرية، تلك الأجهزة التي بين أيدينا تحولت إلى إدمان في مجالسنا وبيوتنا وسياراتنا وحوادث السير لم تسلم منها وكانت السبب الرئيسي باستخدامها أثناء القيادة وانتشرت بين الموظفين والموظفات داخل إداراتهم وفي مكاتبهم وأصبحوا منشغلين بها معظم أوقاتهم وانعكس على أدائهم في العمل وعلى الإنتاجية مع تذمر المراجعين بطول التأخير والمماطلة في إنجاز معاملاتهم وأصبحت تشاركنا المناسبات في الأفراح والعزاء وتلاحقنا في غرف نومنا وبجانب أسرّتنا وانشغلت الزوجات بها عن الزوج والأبناء. إنها ثرثرة البلاك بري والواتس آب ونقل الإشاعات وضياع الوقت والجهد فسوء استخدامه تهديد للمجتمع والأسرة ولأمن الوطن لذا علينا أن نُحسن استخدامه فيما هو مفيد ونتأكد ونتبيّن مما يصلنا قبل أن نرسل ونصيب الآخرين بجهالة ونكون سبباً في الفتنة ونشر الإشاعة في المجتمع.