على ما يبدو أن النظام السوري عثر على خلاصه ولو بشكل مؤقت من الضغوطات التي تمارس عليه من قبل دول العالم و مجلس الأمن من خلال العبث بأمن جيرانه و زعزعة أمن دول المنطقة ليجبر الجميع على أن يشيح ببصره عما يحدث في حلب و حمص و غيرها من المدن السورية التي مازال النظام نفسه يرتكب بحق أهلها المجازر و يهدم المنازل فوق من يسكنها من خلال رميه للبراميل المفخخة على رؤوس الأطفال و النساء وبطريقة عشوائية تثبت للجميع حيوانية أركان ذلك النظام " أجل الله القراء " ، لا يمكننا المرور على حدث اغتيال قامة أمنية بحجم اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في الأمن اللبناني الداخلي دون أن نتوقف طويلاً أمام ماحدث في الأشرفية ، نتوقف لنبحث ونفتش عن المستفيد الأول من وراء مقتل شخصية أمنية اتفقت أطياف المشهد اللبناني على احترامها و الإشادة بما تقدمه للبنان و أمنه دائماً وللتاريخ قل ما يتفق اللبنانيون على شخصية سياسية أو أمنية واحدة و إن حدث ذلك فسرعان ما يبكون عليها لأن يد الغدر قد تمكنت منها كما حدث من قبل مع رفيق الحريري وسمير قصير وغيرهم وصولاً لوسام الحسن ، لم يكن ثمن الخروج الذليل للقوات السورية من لبنان وبقرار أممي حينها بخساً بل كانت دماء أحرار لبنان قربان تلك الحرية ، لماذا وسام الحسن ؟ لأنه لبناني قبل كل شيء وهو سبب مستفز لنظام بشار ،ولأنه من أوقع بوزير الاتصالات السابق ميشيل سماحة و الذي كان عميلاً يمثل اليد الثانية بعد حزب الله للنظام السوري داخل لبنان ، لماذا وسام الحسن لأنه المسؤول أيضاً عن ملف اغتيال رفيق الحريري والذي وصل في نهايته لاتهام سوريا وحزب الله علانية بمقتل الحريري ، لذا ضرب النظام السوري باغتيال اللواء وسام الحسن أكثر من عصفور بأقل من 30 كلجم من المتفجرات ، لم ينته عبث النظام السوري المجرم بلبنان بل أكمل إعلامه ومن يتضامن معه من بعض القنوات اللبنانية المحسوبة على حزب الله باتهامهم القاعدة في مقتل وسام الحسن وهم " أي القاعديون " لو زاروا لبنان بتضاريسها لأطلقوا اللعنات على كل دقيقة عاشوا فيها بداخل كهوف تورا بورا ولأصبحوا أسوياء من بعد ظلالهم ، لن يقف عبث النظام عند ما حدث في الأشرفية بل علينا أن ننتظر عن الضحية التالية في دولة أخرى ، أعظم الله أجر اللبنانيون في مصابهم الجلل وخلص الله المنطقة والعالم من الطاغية بشار ونظامه. [email protected]