اُستشهد رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني العميد وسام الحسن في انفجار هائل وقع بعد ظهر امس في ساحة ساسين في الأشرفية بسيارة مفخخة، هذا الاغتيال الإجرامي استهدف شخصية أمنية من الطراز الأول في لبنان، ويشكل ضربة موجعة في العمق الى فريق 14 آذار و"تيار المستقبل" خصوصا لأن الحسن هو الرأس الأمني لهذا الفريق السياسي. وعين الحسن رئيسا لفرع المعلومات التابعة لمديرية قوى الأمن الداخلي عام 2006 وتميز الحسن بأدائه الأمني الرفيع الذي جلب له تنويهات عدة وترقيات، وآخر انجازاته الكشف عن المخطط التفجيري الذي كان يعده الوزير السابق ميشال سماحة، الى تفكيكه أكثر من 30 شبكة للتعامل مع إسرائيل، كذلك كشف الحسن عن مجموعات مرتبطة ب"القاعدة" وعرف بحسّه الأمني وذكائه في تحليل المعلومات. العميد الحسن هو من الفريق التابع لرئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري واستمر بالعمل مع نجله رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وتكتسي عملية اغتياله أهمية بالغة وخصوصا أن الحريري كان يستعدّ للعودة الى لبنان قبل نهاية السنة الجارية ما يطرح تساؤلات جدية عن إمكانية عودته بعد اغتيال الركن الأمني الأول المؤيد لفريق 14 آذار. واسفر الاعتداء الذي نفذ بوساطة سيارة مفخخة في منطقة الاشرفية بشرق بيروت عن مقتل ثلاثة اشخاص بينهم وسام الحسن . من جهته أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أن عودة أسلوب القتل والتدمير تطاول أولاً المواطنين الأبرياء الذين هم دائماً العنوان الأول لمثل هذه الرسائل التفجيرية التي تستهدف الأمن والاستقرار. وشدد الرئيس سليمان في بيان له إلى وجوب الصمود وعدم تحقيق أهداف الإرهاب بالوقوع في الفتنة أو اليأس أو الإحباط داعياً الجميع بوجوب النظر إلى المصلحة العليا والسلم الأهلي للبنان واللبنانيين والعمل بقوة على منع أن يكون اللبنانيون ضحايا على مذبح مصالح الآخرين أو وقوداً لرسائلهم النارية ومصالحه. كما وصف رئيس مجلس النواب نبيه برّي انفجار الأشرفيّة بالإرهابي عاداً إياه بأنه جريمة منظّمة ضد كل لبنان. ولفت الرئيس بري الانتباه في تصريح له أنّ الانفجار الذي حصل على أبواب عيد الأضحى المبارك يدل على تعمُّق الجريمة في نفوس الفاعلين. وأكد بري أن الوقت الآن ليس للاستفاضة في التصريحات وإلقاء الاتهامات مشدداً على ضرورة التمعن في إبعاد هذه الجريمة وترك التحقيقات للقضاء المختص الذي نأمل منه كشف الفاعلين. واتهم رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري الرئيس السوري بشار الاسد باغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي في تفجير الجمعة. وقال الحريري في اتصال مع تلفزيون المستقبل ان "من اغتال وسام الحسن مكشوف كوضح النهار. والأكيد أن الشعب اللبناني لن يسكت على هذه الجريمة البشعة وأنا ايضا سعد رفيق الحريري اتعهد لكم انني لن اسكت ولن اهدأ." ولدى سؤال المذيعة له عمن يتهمه في عملية الاغتيال رد قائلا "بشار حافظ الأسد." من جانبه رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "ان سبب الانفجار الذي وقع في منطقة الأشرفية يعود الى ان رئيس فرع المعلومات لقوى الأمن الداخلي في لبنان العميد وسام الحسن هو احد المسؤولين الامنيين الذين ساهموا في كشف عملية ميشال سماحة، فهل هناك أوضح من ذلك لمعرفة المسؤول عن هذا التفجير الارهابي؟"، مؤكداً ان "مسيرة النضال متواصلة وسنستمرّ بالرغم من كلّ شيء"، كاشفاً "أننا نعيش اليوم في صلب مسلسل الاغتيالات الذي بدأت بوادره منذ أشهر...". وسأل جعجع في تصريح صحافي من موقع الانفجار "من هم ادوات النظام السوري في الداخل؟ هل نضحك على انفسنا ونتهم المخابرات الاميركية والاسرائيلية وغيرهم؟ من هو المسؤول عن عشرات الاغتيالات التي استهدفت فريق 14 آذار؟". وشدد على "أننا في لبنان بتنا نحتاج نظاماً جديداً وطريقة جديدة بالتصرف وفي نهاية المطاف يجب ان يستلم طقم جديد الحكم وسنستمر مهما كان الثمن." وأشار جعجع الى "ان استهداف الحسن عائد لكونه الرجل الأمني الذي اوقف ميشال سماحة ولم يهب احداً ولاحق المسائل الامنية حتى النهاية"، معتبراً ان "الضربة الامنية قوية جداً للبلد والدولة والشعب والحكومة وذلك لن يزيدنا الا تصميماً وقناعة." وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط "اتهم علنا بشار الاسد ونظامه بقتل وسام الحسن". كما ندد حزب الله اللبناني بالاعتداء الذي ادى الجمعة الى مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، معتبرا انه "جريمة ارهابية مفجعة". وقال الحزب الشيعي في بيان "يعبر حزب الله عن حال من الصدمة الكبيرة إزاء الجريمة الإرهابية المفجعة التي ضربت منطقة الأشرفية وأدت إلى إزهاق أرواح وجرح العشرات من الأبرياء". ودعا الحزب "الأجهزة المختصة إلى بذل كل الجهود المتاحة لكشف منفذي الاعتداء وقطع اليد التي تريد أن تعبث بأمن الوطن والمواطن".