هز انفجار سيارة مفخخة العاصمة اللبنانية بيروت بحي الاشرفية وأدى الى سقوط 3 قتلى و110 جرحى، بعد ساعات من تأكيد الرئيس ميشال سليمان على ضرورة «تجنيب البلاد انعكاسات صراعات الآخرين»، في اشارة الى الأزمة السورية. وقبل ان ينسى اللبنانيون تحذيرات المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي من انتقال تداعيات الأزمة السورية الى لبنان. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن الانفجار الذي وقع في ساحة ساسين في حي الاشرفية شرق بيروت نجم عن عبوة ناسفة وضعت في سيارة مفخخة وأسفر عن 3 قتلى و110 جرحى حسبما ذكر الصليب الاحمر اللبناني في آخر احصائية له. في الوقت نفسه، ضرب الجيش والقوى الامنية اللبنانية طوقا امنيا وتفقد وزير الداخلية مروان شربل موقع الانفجار الذي أثار حالة من الهلع وأدى لتضرر كبير في مبنيين سكنيين ونشوب حريق في أحدهما، وأشرف على عمليات الانقاذ والتحقيقات الأولية المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي الذي عاين المكان واستمع الى الافادات الأولية لبعض الشهود. وبثت قنوات تلفزيونية محلية صورا تظهر دمارا كبيرا، مع ركام في الشوارع وعدد من السيارات المحترقة، ما أعاد للأذهان حادث التفجير الى أودى بحياة الرئيس رفيق الحريري عام 2005.في هذه الاثناء، اتهم كل من رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري ووليد جنبلاط، الرئيس السوري بشار الاسد باغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن في التفجير. وقال الحريري في تصريحات تلفزيونية «اتهم بشار حافظ الاسد باغتيال وسام الحسن». فيما قال وليد جنبلاط «اتهم علنا بشار الاسد ونظامه بقتل وسام الحسن». من جانبه، تفقد رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل مكان الانفجار في الاشرفية، وأكد الجميل ان «خسارة العميد وسام الحسن خسارة لكل لبنان». وقال «الجميع يعرف جهوده لحفظ استقرار اللبنانيين، والمرحلة مرحلة تفكير واستخلاص عبر». وأشار ردا على سؤال الى انه «سيتخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب». كما اكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان مسيرة قوى 14 آذار لن تتوقف، لافتا الى ان هذا الاغتيال للعميد وسام الحسن هو الرقم 22 من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال منذ مقتل رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، مشددا على الاستمرار في المسيرة. ورأى ان «وسام الحسن قتل لأنه اوقف (الوزير السابق الموقوف) ميشال سماحة ولأنه لا يهاب شيئا»، مشددا على ان مقتل الحسن هو ضربة امنية للحكومة وللدولة. كما دان رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون بقوة «الانفجار الذي وقع في منطقة الاشرفية وأدى إلى استشهاد رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن»، داعيا اللبنانيين إلى «التروي والحكمة وبرودة الأعصاب لأن لا شك أن هذه الجريمة تستهدف استقرار لبنان واللبنانيين»، معتبرا أن «كل صراع في لبنان صعب النتائج ونفضل أن يكون صراعنا مع الخارج سنين ولا ساعات من الصراع في الداخل». كما دان رئيس الحكومة السابق سليم الحص في تصريح امس انفجار الاشرفية، وقال «تألمنا جدا للتفجير الذي وقع في الاشرفية، ولا شك انه عمل اجرامي كبير، لما ينطوي عليه من قتل عشوائي وقع ضحيته هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى». وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في بيان ان الحكومة تحاول الكشف عن الذين نفذوا الهجوم، مضيفا ان مرتكبيه سيعاقبون. الى ذلك، أفادت معلومات صحافية عن «انتقال الاجتماع الأمني من السراي إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في الأشرفية، حيث اللواء أشرف ريفي وقادة الأجهزة الأمنية ووزير الدفاع فايز غصن ووزير الداخلية مروان شربل وسيستكمل الاجتماع الأمني هناك». مصادر حكومية لبنانية اشارت من جانبها الى ان رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن الذي اغتيل في التفجير الذي هز منطقة الاشرفية كان له الدور الابرز مؤخرا في كشف مخطط تفجير في لبنان اتهم به النظام السوري والوزير اللبناني السابق الموقوف ميشال سماحة. حيث يعد الحسن، وهو من كبار الضباط السنة، مقربا من رئيس الحكومة اللبنانية السابق الحريري زعيم المعارضة اللبنانية، وكان مرشحا لتولي قيادة قوى الامن الداخلي بعد تقاعد مديرها الحالي اللواء اشرف ريفي. وقالت المصادر ان الحسن كان حذرا في تنقلاته التي ترافقها «اجراءات امنية مشددة»، وسبق ان ارسل زوجته وولديه للاقامة في باريس «لعلمه بأنه كان مستهدفا». فيما اعتبر جعجع ان الحسن استهدف «لأنه اوقف ميشال سماحة»، المتهم مع رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك من القضاء اللبناني، بالتخطيط لتفجيرات في لبنان. من جهتها، أوضحت مصادر امنية لبنانية ل«عكاظ» أن التحقيقات الأولية تبين ان العبوة الناسفة وضعت في مدخل مبنى سكني لا يحمل اية دلالة سياسية أو امنية أو قضائية، وهو مكون من قسمين أحدهما تجاري يضم مؤسسات تجارية ومصرفية، والآخر يضم شققا سكنية. وأضافت المصادر أن قوة الانفجار احدثت دمارا هائلا في كامل الشارع الذي يقع فيه المبنى. وأدى الى حصول دمار كبير وحريق كبير مع اشتعال عدد كبير من السيارات.