عندما يكون الحديث عن قرار منع التدخين في الأماكن العامة فإنني أرى ان هناك جوانب لابد من التوقف عندها , وأهمها ان المقاهي مكاناً مفضلاً و (مُتنفساً) للكثير من الشباب للتسلية و قضاء بعض الأوقات. خاصة انه لا يوجد لدينا دور سينما ولا مسارح وخلافه لتمضية الوقت مع الأصدقاء ! إلى جانب أن كل شخص أبخص بصحته ويعتبر هو المسؤول الأول والأخير عنها , وكونه مُدخن أو غير مُدخن هذا أمر يعود له مالم يُضر بالآخرين , فمن وجهة نظري المتواضعة أرى أنه قد كان من الأفضل لو كان القرار يُلزم أصحاب المحلات بفصل المُدخنين عن غير المُدخنين (بما أننا شعب اعتاد على الخصخصة ومسألة الفصل) , وتوفير (سكشن) خاص بهم بدلاً من قطع أرزاق المستثمرين والعاملين في هذه المحلات بحجة الحفاظ على صحة البيئة وعدم التلوث ! فالتلوث موجود فيما هو أخطر من ذلك و أحق و أجدر بالرقابة والوصاية وإيجاد السبل والطرق والحلول للقضاء عليه تماماً في المجتمع حفاظاً على الصحة العامة والبيئة , وذلك من خلال أكوام القمائم المتراكمة في الاحياء الداخلية والشوارع المليئة بمياه الصرف الصحي و المطاعم الشعبية التي يستثمرها ويديرها اعداد كبيرة من العمالة الوافدة المُتخلفة بأقذر المعدات والطُرق استخداماً وبعيداً تمام البعد عن النظافة وقريباً تمام القرب إلى التسمم و ربما الموت ! وبما أن هذا القرار فاجأ المستثمرين و(عفس) مزاج الكثير من الشباب وأصبح حديث المجالس وقضية الساعة , بالمناسبة حكى لي أحدهم أنه قد شاهد اثنان من (مراقبي البلدية) يدخُلون إلى أحد المقاهي في جدة بعد تنفيذ القرار , وعند دخولهما لم يشاهدان أي (أرقيلة) أو شيشة في المكان فما كان من "المراقب الأول" إلا أن التفت على صديقه "المراقب الثاني" قائلا : "يلا سرينا المكان مضبوط" , إلا أن الثاني (ملكع) بعض الشيء فقد كان (يتأبط شراً) ويقول لصديقه : اصبر اصبر فيه (ريحة معسل) ! و كذلك قصة أخرى حكتها أحدى المعارف تقول : إنها ذهبت الاسبوع الماضي إلى مقهى اعتادت ارتياده لتناول القهوة وشرب (المعسل) وقضاء بعض الوقت للترفية مع الصديقات , وبمجرد دخولها للمكان أقبل عليها مديره واقترب منها بهدوء ثم (وشوشها) وهمس قائلاً : بدك شيشة يامدام ؟ اطلعي للدور الثاني ! -انتهى-. وما نخافه الآن هو ان يبدأ (سيناريو) في المستقبل لا أعتقد أن احداً منا يتمنى أن يراه في مجتمعه , فالحقيقة والرؤية الواقعية التي لا جدال فيها : " إن اغلقت وسائل الترفيه ومنعت الشيشة للشباب والشابات في الأماكن العامة , سوف نرى العواقب الوخيمة ونسمع عن المصائب في (الأماكن الخاصة) ! فالتنفيس في النور و بين الناس خير من أن يكون (الشيطان ثالثهما) , و اللبيب بالإشارة يفهم ! rzamka@ [email protected]