يحب المواطنون كلمات مليكهم المرتجلة. يُحسون فيها شفافيةً فائقة وتواضُعاً جَماً، فتنفذ لقلوبهم قبل آذانهم.وواضحٌ أنه حفظه الله يُفضّلُ الارتجال ويستمتع بمخاطبة الشعب مباشرةً دون إعداد. لكن كلمته بالمدينة أول أمس ذات طبيعة خاصة وفي ظرفٍ شنيعٍ أُسيئ فيه لسيد الخلق، ثم تَلتْهُ ردود أفعالٍ مُجحفةٌ في حقِ مَنْ لا وِزْر عليه منها. فكان لا بد أن يَكتبَ كلمته، لأنه يريد إيصالَ رسالة للخارج، مسلمين وغيرِهم. لكن نَبَراتِ قراءته كانت تترجم حقيقته. فتسمعه وقد أخذه الحماس في قراءةِ كلماتٍ معينةٍ بقوة شديدةٍ وتَمحيصٍ للحروف حتى تَخاله سيخرج عن نصه المكتوب. لكنه سيد من يعرف كَبْح جِماحِ غضبِه، فلا يضعه إلا إنصافاً. مَكانتُه كخادمٍ للحرمين وللمسلمين تجعله يؤكّد "ومن يَبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبلَ منه وهو في الآخرة من الخاسرين"، ويُوقنُ أَنْ "ليس عليكَ هداهم ولكن الله يهدي من يشاء". لذا طالب عقلاء العالم بالتصدي لكل محاولات الإساءة للأنبياء و الرسل. فكلٌّ من عند ربِّنا. هذه تعاليم الإسلام وروحه وقِيَمه. فمن شاء فلْيُؤمن ومن شاء فلْيكفر. Twitter:@mmshibani