لوهلةٍ خِلْتُ المتحدثَ (الملك فيصل). الوقفةُ ذاتُها..الارتجالُ..نَبْرةُ الثقة..نفسُ القضية (الحُكمُ بالإسلام)..نفسُ المقام..أمتار من (مقامِ إبراهيم). لكنه كان ابنه (خالد) مفتتحاً أمس ورشةَ خطباء المساجد. أسهَبَ. خَرجَ عن رتابَةِ الموضوع. قدّمَ رؤيتَه (لأهدافِ الحملةِ الشرسة ضد النظام الإسلامي المؤسسِ على عدمِ فصلِ الدينِ عن الدولة)، و (للهجمةِ على السعودية شعباً و نظاماً و قِيَماً و عاداتٍ، لإقناعها ألّا مجالَ للتقدم إلّا بفصلهما، مستغلّةً تطور وسائلِ الاتصال و التأثير). استَذكَر تاريخياً (مَخاضَ) بدايات علْمَنَةِ أوروبا لتواجه ما أسماه (العولَمَةَ الإسلاميةَ) آنذاك، (عندما كان الرشيد يخاطب الغَمامةَ :أمطِري حيث شِئتِ فَخَراجُكِ لي..و اليومَ يقولها أوباما). تطرق (لثورات أوروبا-الاستعمار-الربيع العربي-الغزو الاقتصادي و الفكري و الثقافي لمجتمعنا، حتى تَلَوّنَ أبناءُ جِلدتنا فاعتنقوا العلمانية..و لم يبق بالعالم من يَصدع بأن دستوره القرآن إلّا بلادكم، فأنتم تسبحون ضد التيار). كلمةٌ جوهرية أنصح المسؤولين و العامةَ بقراءتها كاملة. وجّهها للخطباءِ بلسانِ (إيّاكِ أعني و إسمعي يا جاره)..يا ليبرالية..يا علمانية..إلخ. هكذا (آلُ سعود)..يَسوسون (كلَّ مشاربِ) الناس، لكن مرجعيّتَهُم لا يُساومون عليها لأنها صمّامُ استمراريتِهِم و أمانِهِم. خَطَبَ (الفيصلُ الابنُ) فلم تَنقُصه عن (الأب) إلّا (الشهادة)..و لا اخالُهُ مُستَنْكِفاً عنها في سبيل الله. Twitter:@mmshibani