قرأت خبراً نُشر في جريدة الوطن الشقيقة بتاريخ 27 /10 /1433 ه عن استثناء وزارة العدل مايسمى بأحكام (بيت الطاعة) من التنفيذ الإجباري , ولا أخفيكم سراً بإنني هللت وكبرت و رقصت وتمايلت فرحاً وتملكتني رغبة في طبع (قُبلة نصر) على خد كل امرأة ظلمها رجل وقهرها وأهانها وحبسها وأخذها بالقوة الجبرية إلى ذاك البيت (بيت الطاعة) المزعوم وهو في حقيقة الأمر (بيت القهر والذل والمهانة) , فحينما تُجبر امرأة على معاشرة رجل بدون إرادتها فلا تحقير أكبر من ذلك , ولا ذل أكثر من ذلك !!, فالمغلوبات على أمرهن كثيرات , والقصص لا تُعد و لاتُحصى , اذكر موقفاً قد حصل في ليلة من الليالي كنت مدعوة فيها على العشاء عند إحدى الصديقات , وكان كل شيء على أحسن مايُرام قبل مجيء (مها) التي لاتربطني بها أي علاقة أو صلة سوى إنها امرأة مثلي , إلا أن صوت بكائها تلك الليلة لازال عالقاً بأُذناي "كقرط". حينما أتت تطلب النجدة و (فزعة) بنات جلدتها من تلك الورطة أو المٌصيبة -إن صح التعبير- التي وقعت على رأسها حينما تقدم زوجها الباطش للقضاء وطلبها بعالي الصوت إلى (بيت الطاعة) وكأنها مجرمة ومطلوبة فوراً للعدالة !! ذاك الموقف لم يكن عادياً وقد التصق بذاكرتي التصاقاً غير عادياً فقد كنت أفكر في حالها , وكيف عادت إليه , وكيف تسير أمورها الآن !! فقد بكت كثيراً , واشتكت من قسوته وضربه وقُبح أخلاقه وسوئها , وإنها طلبت الطلاق منه عدة مرات لكنه ,كان يردها إليه بالقوة لإذلالها وفرد عضلاته وإلا قالوا عنها "ناشز" وغير مُطيعة ! رغم أن من حق أي امرأة لاترغب في البقاء مع زوجها أن يكفل لها القانون والمجتمع حقها في ذلك , دون ضغط عليها أو قوى جبرية !, ولأني قررت اليوم البوح بكل مافي صدري , فلن أخفيكم كذلك أن فضولي لم يمنعني من سؤال صديقتي عن "مها", وبشرتني إنها قد تركت ذاك البيت المزعوم وذاك الرجل الذي لايستحق المُعاشرة وانفصلت عنه وهي الآن حرة طليقة , فرددت : يحيا العدل .. يحيا العدل , فأنا امرأة مثلهن .. أشعر بهن .. وأحبهن .. وأناصرهن .. وأساندهن وادعوا لهن .. وأحيانا على غباء (بعضهن) ! فاللهم اجعل كل النساء مثلي , فأنا قوية ومُتسلطة ومُستبده ولم اكتشف تلك الحقيقة وحدي , إنما أرشدني إليها شخص أثق فيه غاية الوثوق. rzamka@ [email protected]