استفحلتْ ضائقةُ إيران الاقتصادية جراء سياسة الاستعلاء واستعراضِ القوة التي تُذكّرنا (بالفقيد) صدام حسين. سياسةٌ قوّضتْ العراق إذْ لم تجعل عنجهيتُه مساحةً لمنطق التراجع والمناورة. الأسلوبُ ذاتُه انتهجتْه إيران بمواجهة أعقد أزمتين (برنامجها النووي وثورة سوريا). فذكّرتْنا أيضاً بعنجهية بوش ودخولِه حربيْ أفغانستان والعراق في آنٍ واحدٍ، فحاقتْ بأمريكا خسائر تحتاج عقوداً لاستعادتها. ربما لم تتوقع طهران طول زمن الثورة. لكن خصومها بضفّةِ الخليج الأخرى يتفرجون على إنهاكِ سياساتِها لها دون تحركاتهم. فعملتُها على وشك الانهيار بوصول صرفِ الدولار 25,000 ريال إيراني جراء الحصار الاقتصادي عن البرنامج النووي. واستنزافُ نظامِ بشار لخزائنها وخزائنِ بغداد سيُقوّضُهُما إنْ استمر النِّزالُ ستةَ أشهر أخرى. و (حزبُ الله) فَقَد هيبةً و مكانةً و أرضيّةً. أخطأتْ سياساتُ الثعلبِ الماكرِ هذه المرة. ربما كان الأصوب لإيران لو اتخذتْ شيئاً ما (لعبةَ نفاق) قريبةً من نفاقِ أمريكا و الغربِ الذي لسانه مع ثورةِ سوريا و قلبُه مع النظام أنْ ينجح في قمعِها. و الله غالبٌ على أمره. Twitter:@mmshibani