سنّةُ الخالق أنه بالشكر تدوم النِّعم. و الشكر نوعان : شكرٌ بالأعمال و الأقوال، و شكرٌ بامتناع الشاكر عن توظيف النّعم في محرمٍ أو غيرِ ما أحلَّ الله. و النّعمُ كثيرة. أَشملُها نعمتان : نِعمٌ محسوسةٌ ملموسة، و أخرى هي انعدامُ عكسها من الضيق و الشدة. ففُقدانُ النِّقَمِ نِعمٌ. و حتى البلاءُ يكون نعمةً إذا قورن بعدم نزول أشد منه و أشمل. و بالتالي فلا حدود للنِّعم معلومةً و مجهولةً..في السراء و الضراء. و نحن السعوديين، من القمة للقاعدة، نرفُلُ في حللٍ من نِعمِ الله لا تُحصى و لا تُعد. فهل نحن شاكرون.؟. و الشكر أيضاً مراتب. فالرضى بها، إنْ كانت ضراء، شكرٌ أنْ لم تكُنْ أعظم. و الصبر على بلائها، تعظيماً للخالق، شكر. ثم منعها عن الحرام شكر. ثم صرفُها في أبوابها شكر. و يُقاس شكر كلِ فردٍ بمكانته و نِعمِه ظاهرةً و باطنة. ثم العبرةُ بالقبول. فقد يتقبل الرحمن القليل قبل الكثير. «سبق درهمٌ مائةَ ألف درهم»..حديث. لأن ثروة صاحبه كانت درهمان، فتصدق بنصفها. Twitter:@mmshibani