لم تطلب تركيا من سوريا اعتذاراً عن إسقاطها طائرة تجسس بمياهها الإقليمية. لكن طغى الحادث على لجوء عقيد سوري بمُقاتلتِه للأردن كأعلى مستوى عسكري موثَّق للانشقاق عن جيش بشار. ولو لم يكن للطيار المقاتل إلّا بثُّه في القيادة السورية جوَّ عدمِ الثقة في إئتمانِ زملائه بطلعاتٍ حربيةٍ خشيةَ تكرارها لَكَفَتْه عِزّاً و فخراً. وغداً يزور بوتين تل أبيب. ثم يذر الرماد في العيون بزيارتين لرام الله و الأردن لصرفِ الأنظار عن حقيقةِ تحركِه، حيث سيُبرم مع نتنياهو (الإتفاق القادم) حيال الثورة السورية، بعد تفاهمه مع أوباما الأسبوع الماضي. أَوْكَلَ الغربُ، ذو الصحائفِ التاريخية السوداءِ مع العرب، لروسيا (زمامَ المواجهةِ العلنيةِ) في الشأن السوري حتى لا يفشل المخططُ المستهدفُ صيانةَ إسرائيل و لا تتعثّر خطواتُ أمريكا الممسكةُ بملفات مصر و غيرها للهدفِ ذاتِه. إنها (صفَقاتٌ) تُعقد (أمامنا) و (حولنا) و (عنّا)..لا يُراد فيها للعرب إلّا أن يكونوا (الثمن) المدفوع المقبوض. Twitter:@mmshibani