تحدثت في المقالين السابقين عن الإساءات التي يقوم بها المتطرفون دينياً في «تويتر».. واستكمالاً لهذا الموضوع أقول: الهكر السارق في مواقع التواصل الاجتماعي، يتباهى بسرقته ويهجم على العرض والشرف، ويعلن عن شخصه وعن معلّمه، ويتحدى كل العقوبات والأنظمة والتشريعات، بل يهدد الأرواح والممتلكات، ويتعهد بتكرار ذلك، فأين المراقبون ورعاة القانون؟.هل سمعتم عن «هكر» يعلن عن نفسه بكل وقاحة دون خشية من العقوبة إلا في وطني؟ .. مجاهدو طالبان «تويتر» يعتقدون أنهم في حالة حربٍ مع الآخر، أو هكذا علموهم، بل ربما أقنعوهم أن الجنة هي جزاء ما يفعلون!!.فمن هو هذا الآخر الذي يحاربونه؟ إنهم ليسوا إلا أبناء جلدتهم ووطنهم المسلمين. أعتقد إن الأعراض مشابهة لأحداث التسعينات، فقد دأبت الحكومة وقتها على محاربة التطرف بالرأي والإرهاب بكل الطرق، وبدأت بالسلمية؛ ولكن -كما يبدو - هناك ترسبات تحتاج لطرق جديدة من التعامل. نجحت الحكومة بعد 11 سبتمبر في جعل الإرهاب أقلَّ دموية.. وأخمدت لفترة نيران التطرف الفكري، وأسعدنا ذلك.ولكن لا أعلم ما الذي جعله يعود بهذه الصورة المتشعبة معتمداً على الإرهاب الفكري، والتدخل في الشأن السياسيّ، بل فرضَ كثيراً من الإحراج من خلال التدخل في شؤون الغير. وإلى حين اكمال حديثِ الألم، لازلنا ننتظر من الدولة تصرفاً يحفظ هيبتها من ناحية، ويحمي الناس من شرور هؤلاء الإرهابيين الالكترونيين من ناحية أخرى.إن ما حدث قبل التسعينات يتكرر اليوم، والنتيجة قد تكون واحدة وإن اختلفت الطرق. •حقوقية إصلاحية وناشطة سياسية سعودية