اجتاحت موجة اختراقات ليس لها مثيل في الأسابيع الماضية لحسابات مشاهير على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مما ولّد استياءً عاماً من مستخدمي الموقع. وطاولت تلك الموجة عدداً من المثقفين والكتاب والإعلاميين والرياضيين مثل الروائي عبده خال، والكاتب تركي الحمد والناشطة الحقوقية سعاد الشمري، والمذيع بتال القوس، والأمير فهد بن خالد، والشيخ عبدالعزيز الطريقي، والشاعر فهد عافت، بل إن الموجة طاولت بعض حسابات القنوات، مثل حساب قناة العربية. ويتكون مشهد الاختراق من في الغالب إما لمجرد الاختلاف في الرأي، أو لتعصب رياضي، وهناك أيضاً اختراق يعده المخترقون عربون محبة! وأظهر كثير من الهكر أن سبب الاختراقات الموجه للكتاب كونهم يحملون أفكاراً وصفت ب«التغريبية» تتعارض مع قناعاتهم. وقاومت هذه العملية سعاد الشمري واستطاعت إعادة حسابها المخترق. ولم ينتظر الكاتب الدكتور تركي الحمد كثيراً، إذ قام بإنشاء حساب ومعرف جديد له في «تويتر»، وافتتحه بتغريدة «حين لا يستطيعون مجابهة الفكرة بالفكرة، فإنهم يلجأون إلى التصفية بكل أنواعها، وهذا دليل ضعف وإن كان ظاهره القوة»، إشارة إلى المخترقين وموضحاً أن حسابه القديم المخترق «أصبح في خبر كان..». أما بخصوص ما حدث مع الشاعر فهد عافت حينما اخترق «هاكر» كان بغرض التعبير عن حبه وإعجابه بما يقدم، ثم أرجع الحساب لعافت وغرّد عافت بتغريدة للهكر المعجب: «الهكر الذي اخترق حسابي، ليمتدحني، ويعلن محبته، ثم يعيد لي الحساب بعد أيام، أسامحه، لكنني أقول له أيضاً: «لا تهمّز راسي وأنت سبب وجعه»! وحصلت حادثة قريبة من هذه القصة، فقبل شهور اخترق حساب الفنان فايز المالكي من محب ليعبر له عن حبه وإعجابه ويظهر عتبه للمالكي عندما لا يرد على تغريداته. واخترق حساب رئيس نادي الأهلي الأمير فهد بن خالد، وتم استرجاع حسابه وغرّد موضحاً: «تم التواصل مع الهكر وقدم اعتذاره لي وللجميع، وهنا أدعوه بأن يستغل موهبته في ما يعود بالنفع له» مضيفاً: «وأقول له لقد قبلت عذرك أخي سامحك الله». وكان حساب قناة العربية أيضاً عرضة للاختراق، وتم نشر معلومات وأخبار مغلوطة عن قطر، مما جعل القناة تعلن سريعاً بأن حسابها في «تويتر» تعرض للاختراق، ثم استطاعت العربية أن ترجع حسابها بعد ذلك. واستنكر المفكر الإسلامي وأستاذ الفقه المقارن الدكتور عيسى الغيث ما يحصل في «تويتر» من عمليات اختراق ومصادرة للحقوق بتغريدة كتب فيها: «لا أملك فضائية ولا إذاعة ولا جريدة وإنما حساباً بتويتر أغرد فيه بما اعتقده صواباً ومصلحة عامة فما بالهم يضيقون ذرعاً بكلمات لا تحمل البارود». أما الكاتبة حليمة مظفر فعبرت بتغريدة عن استيائها لما يحدث من انتهاك في حق الآخرين بالتعبير عن الرأي وكتبت: «يا جماعة ما هذه الاختراقات للحسابات.. غبت فترة وآتي لأجد هذا الكم من الانتهاك للآخرين!! إنها وسيلة العاجز عن مقارعة الحجة بالحجة وليست قوة أبداً». وأضاف المغرد صالح العليان بسخرية: «أخاف أنام يتهكر حلمي، من كثر التهكير هالأيام».