** كلما قدر لي الذهاب إلى أي بلد عربي أحرص على الذهاب إلى سوقه الشعبي، فمن هناك تحس نبض الناس وتتعرف على أخلاقياتهم، تلك الأسواق التي كانت هي "المؤشر" الحقيقي لأخلاقيات الناس، تلك الأسواق المنتشرة في العالم العربي تعطي هذا الانطباع، فهناك في القاهرة خان الخليلي والموسكي وفي سوريا – سوق الحميدية – وفي المغرب باب مراكش في الدارالبيضاء وساحة الفناء في مراكش بكل ألعابها – والمباركية في الكويت وباب اليمن في صنعاء الذي يدخلك في سلسلة أسواق شعبية وسوق الملح وسوق الضباب في تعز أو سوق البرغوت في بيروت وسوق واقف في الدوحة وأسواق المدينةالمنورة القديمة مثل العياشة والعينية وغيرها من الأسواق والتي أزيلت جميعها وسوق القيصرية في الأحساء والبطحاء في الرياض والسوق الصغير والمدعى وغيرها في مكةالمكرمة. إن تلك الأسواق التي حافظت عليها جميع البلدان ما عدا عندنا لم تصمد أمام رياح التغيير العمراني والتي نفحتنا مؤخراً ولم نقم بإحداث أسواق شعبية بديلة بذات الشكل والتكوين كسوق واقف مثلاً. إن الأسواق الشعبية هي نبض الحياة وتحديد مسارات كل مجتمع تقوم فيه،إنها تاريخ مجسم أمام الناظر إليه لا يحتاج إلى تقليب صفحات لكي يعرف عنه أكثر. هل تجد من يتبنى فكرة إعادة الأسواق الشعبية القديمة من جديد؟