تحمل حارات وأزقة جدة التاريخية ذاكرة خاصة في أذهان أهل جدة وزوارها، كما لأسواقها القديمة خصوصية مميزة لم تستطع المولات والأسواق الحديثة المكيفة أن تؤثر عليها أو تسحب البساط منها؛ رغم ماتعانيه حاراتها من إهمال وما أصاب بيوتها القديمة من خراب تسبب في تهدم الكثير منها.. لكن تبقى أسواقها القديمة كسوق قابل والندى والخاسكية والبدو والعلوي وباب شريف حاضرة وحية في ذاكرة كل الأجيال. ويحرص الكثير من سكان جدة وزوارها على الذهاب في ليالي رمضان لقلب جدة التجاري في المنطقة التاريخية وقضاء أوقات جميلة وممتعة وسط أسواقها وأزقتها التي تفضي بك من سوق إلى سوق آخر، ومن حارة إلى حارة، ورغم صعوبة العثور على موقف لسيرتك في منطقة البلد وزحام المرور، إلاّ أن هذا لا يقف حائلاً أمام الكثير من أهل جدة وزوارها في الذهاب إلى المنطقة من أجل التسوق واستعادة جمال الماضي وروح الماضي وحلاوة أيام زمان، حيث تعود تلك المظاهر للحضور بوضوح خلال ليالي رمضان.. مما يجعل للتسوق في منطقة جدة التاريخية نكهة وطعماً خاصاً. في شهر رمضان يعود لمنطقة جدة التاريخية وأسواقها القديمة الكثير من الحضور والحياة من جديد وتصبح مكتظة بالمتسوقين الذين يحلو لهم قضاء جزء من ليل أيام رمضان حتى الفجر في تلك الأسواق؛ مما يزيد هذه الأسواق والمنطقة حيوية وحركة البسطات التي تنتشر وسط تلك الأسواق لتقديم الأكلات الشعبية مثل الكبدة والبليلة، والحلويات البلدية مثل اللدو واللبنية وبسطات السوبيا والتمر هندي وغيرها من المأكولات الرمضانية.. وهذه البسطات تعيد لهذه المنطقة التاريخية جزءاً من روح زمان وحلاوة زمان التي افتقدناها اليوم بسبب الحداثة. رمضان يعيد النبض والحياة لقلب جدة التجاري الكثير من محبي منطقة جدة التاريخية وأسواقها يتمنون أن تعيد أمانة جدة الحياة والنبض للكثير من بيوت جدة الحجرية المهملة التي تهدم الكثير منها بسبب هذا الإهمال.. وأن تعمل الأمانة على استغلال هذه البيوت بطريقة عملية بأن تحول بعضها إلى مطاعم حضارية، وأن تعيد مقاهي زمان لمنطقة البلد كما كانت في الماضي، وأن تحول الكثير من الساحات والمناطق المفتوحة بين البيوت إلى مناطق خضراء وجلسات مريحة للعوائل والشباب مثلما هو معمول به وموجود في الكثير من المناطق التاريخية والأسواق القديمة في العالم العربي والإسلامي، وأن تستفيد من تجارب الدول المتميزة في هذا المجال ليكون نبض وحضور جدة التاريخية وأسواقها على طول العام وليس في رمضان فقط وليكون أكثر تألقاً وجذباً لكل زوارها. المطاعم الشعبية تعيد ليالي رمضان قديماً الحلويات البلدية تأخذ نصيبها من اهتمام المتسوقين السوبيا أحد المظاهر الرمضانية في قلب جدة التاريخية إقبال كبير من الأسر على الأكلات الشعبية