إن أردتم الحقيقة .. لم أستغرب أن تتعرض المواطنتان (أميرة بصفر ) و(أمل البليهي ) اللتان تدرسان اللغة الإنجليزية في معهد (فلايينج كلاس رومز) في انجلترا للإساءة العنصرية من قبل المجتمع هناك..الذي استغربه أن البعض منا لا يزال - وبكل أسف - يعتقد أن تلك المجتمعات هي الأنموذج المثالي للمجتمع الإنساني الرومانسي في احترامها لحقوق الإنسانية والحريات الشخصية . إن شوارع بلدة (نورويش ) البريطانية أثبتت بأنها لا تختلف عن شوارع مدينة ( دريدسن ) الألمانية التي شهدت واحدة من أفظع المآسي العنصرية الاجتماعية في القرن الواحد والعشرين بمقتل شهيدة الحجاب السيدة مروة علي الشربيني، مما يؤكد أن ما تعرضت له المواطنتان السعوديتان في إنجلترا ليست المرة الأولى ولا يظهر لنا بأنها ستكون الأخيرة ما دامت الحكومات والمنظمات الحقوقية تقف موقفاً خجولاً تجاه هذا التصاعد المخيف لحدة الكراهية والعنصرية في المجتمعات الأوروبية حيال ملابس وخصوصية الإنسان المسلم سيما المرأة المحجبة ، والخشية التي تنتابني الآن وأنا أكتب هذه المقالة أن تزداد هذه الظاهرة تطوراً بالنسبة لمبتعثاتنا السعوديات في أوروبا لدرجة تتكرر فيها مأساة ( دريدسن ) مرة أخرى والتي لم تلتئم فجيعتها بعد ، ولا أظن التاريخ قد نسيها ، وكيف للدنيا أن تنسى تلك ال 18 طعنة التي مزقت جسد تلك المرأة بلا ذنب اقترفته إلا لأنها مارست حريتها الشخصية فقط . ولأجل الحيلولة دون تكرار هذه الكارثة فلا أقل من تتخذ حكومتنا الرشيدة موقفاً حازماً حيال ما حدث وما يمكن أن يحدث من خلال السفارات السعودية في كل الدول التي يتواجد فيها مبتعثونا ومبتعثاتنا محذرة في نفس الوقت من أن كرامة المواطن السعودي أياً كان جنسه خط أحمر لا يسمح بتجاوزه ، وأن اعتباراته الشخصية وحقوقه المدنية فوق كل اعتبار ومنها حق الحجاب من دون ابتزاز أو تهكم أو عنصرية ، وهو الحق الذي يكفله النظام الديمقراطي و تكفله الشرائع السماوية وتحترمه كافة الأعراف الدولية ، وقبل ذلك كله الحق الديني والأدبي والإنساني لها الذي لا يجوز أن تتعرض للأذى جراء تمسكها به والتعبد لربها من خلاله. Twitter:@abdurahmanshhri [email protected]