يتعرض مبتعثونا ومبتعثاتنا لإشاعات وأقاويل لا تصدر إلاّ عن عقول حاقدة مريضة ترى – باستظراف سمج – أنَّ المبتعثة السعودية ستتحدث الإنجليزية بطلاقة في أيام، إن هي أصغت لتوجيهات المعلمين في جامعتها وواظبت على ارتياد الملاهي الليلية! وأن لسانها سينطلق وتصبح متحدثة “فلونت” بكل تأكيد، وفي حال وجدت نفسها في دنيا الحانات، فربما تصبح نجمة “نايت كلوب” ملء السمع والبصر، وتقارع في الشهرة والثراء بريتني سبيرز وشاكيرا! هذا الهراء والسخف ربما يستند إلى ما نقلته المدربة نورة الشعبان، حين زعمت في حوار صحفي نشرته صحيفة محلية أنَّ المعاهد والكليات في بريطانيا وأمريكا تجبر المبتعثين والمبتعثات على ارتياد الملاهي لتعلم الإنجليزية! نعم، المؤامرة تتواصل، وهذه المرة تركت طريقها باتجاه المبتعثين الشباب وقصدت المبتعثات البنات، لتصور لنا أن الخواجات (الأنذال) لا ينامون الليل، لرسم خطط الغواية والانحراف لأبنائنا وبناتنا، وتوجيههم إلى طريق الرذيلة وحياة المواخير! الغريب أن يتزامن حديث السيدة شعبان مع تصريحات الملحق الثقافي في واشنطن محمد العيسى، الذي أكد أن السجون الأمريكية خالية من المبتعثين السعوديين، وما نعرفه أن طريق السجن يبدأ من الشوارع الخلفية المرصوفة بالخمارات! ومادام كل مبتعثينا ومبتعثاتنا بخير وتزداد ثقتنا فيهم يوماً بعد يوم، فإنني أسأل السفهاء: هل ما زال أبناؤنا في طور التدريب في الحانات، وربما يحتاجون لوقت أطول حتى يقودهم ذلك إلى السجن فتتحقق مؤامرتكم الدنيئة؟! وأتوقف هنا وأقول: أي حال هذه التي وصلنا إليها، في تبني نظريات المؤامرة، وإطلاق الشائعات والمعلومات المغلوطة وترويج الكذب ؟ ولو أن السيدة شعبان أو غيرها ممن يواصلون حملاتهم ضد الابتعاث، فكروا لوهلة، لما تفوهوا بأي كلمة تؤذي قلوب الأمهات والآباء الذين ينتظرون عودة أبنائهم وأحرقهم جمر الانتظار وأعيتهم مسافات الغربة. فاتقوا الله في أبنائنا وبناتنا.