تُسرب الإدارةُ الامريكيةُ أنها (مُحبطة) من قلة الخيارات المتاحة في الأزمة السورية بعد أن حالَ (فيتو) روسيا و الصين دون تقدمٍ أممي بسيط. فجاءت (الجامعة العربية) لتُصحح بقراراتها الأخيرة بعضَ أخطاء تَناولِها الأوليِ للأزمة. فالدعوةُ لتشكيل قوة حفظ سلام و قرارُ وقفِ كلِ أشكالِ التعاملِ الدبلوماسي مع (نظام دمشق)، تشكل ضغطاً حقيقياً عليه. لأنها ببساطة توصد بابَه، و تُذكي جَذوةَ الثورة، و تعطي الشعبَ مصداقيةً لاستمرار ثورته، كما تَحثُّ أركانَ النظام و مسؤوليه و سفراءه على سرعةِ التخلّي عنه سواء بالفرار أو الانقلاب على سفاراتهم. و كلها أدواتٌ ظل (النظام) يراهن على تَماسكه بها، إن بإرهابهم أو ترغيبهم. سقطت الآن ورقةُ التوت الممزقة عن نظامهم. فأصبحت رسالةُ العالم كله ألّا تعاونَ معه، و عليه أن (يَتَداركَ) نفسه إن رغب الاستمرار. فيُضحي بأقل الأضرار عليه، و هي (الرئيس). هذا إذا قَبِلَ الشعبُ ذلك ثمناً لإنهاء ثورته..أو التّمادي في أتون نارٍ تتضاعفُ فيها خسائر (النظام) يومياً. وستقضي عليه عاجلاً أو آجلاً. إنها (عملية انتحارية) للنظام..و لعلها الأفضل للشعب ليتخلّص منه للأبد..و لكن بمزيد الشهداء. Twitter:@mmshibani