باستثناء دول (مجلس التعاون)، الواضح أن الغالبية الساحقة من الشعوب العربية في (حالة عِداءٍ) مع أنظمتها. ليست هذه نتيجةً جديدة. كانت (معروفةً) للشعوب (مجهولةً) للأنظمة. فأصبحت (معروفةً) للإثنين بعد مخاض (عام الثورات). و لا يصبح (العِداءُ) كارثياً إذا كان كل عدوٍ في مستوى نضجِ و عقلانيةِ عدمِ التضحية بمكتسباته لمجرد التشفّي في الآخر. أما لو ارتقى (العِداءُ) لمستوى تنازلِ كلٍ للآخرِ بما يحفظ صيانةَ مكتسباتِ عقودٍ ساروها معاً، فيَغْدوانِ خيراً من الأصدقاء. و رب عدوٍ عاقلٍ خيرٍ من صديقٍ جاهل. تؤكد وقائع اليوم أن ما حلّ من ثورات شعبية أعاد بلدانَها عقوداً للوراء، و دمّر ما أنْهكَ الشعبَ بناؤُه من منجزاتٍ ماديةٍ و نوعية. و تتقاسم تلك الشعوبُ مع أنظمتِها وِزْر ما حصل. لا تنظروا لتونس. لأنها الاستثناءُ الذي يثبت القاعدة. جاء إستثناؤها كونها أولَ شرارة ثورةٍ لم يكن يتوقع أحد أن تستشري، إضافةً لفرار رئيسها مبكراً بلا مقاومة. فدرأَ اللهُ عنها تبعات المواجهات المدمرة. لن يتكرر استثناء تونس. و ستكون الثورات القادمة أكثر دمويةً من ليبيا، و أشد بطشاً من سوريا، و أنكى إيجاعاً من مصر، و أَلْأَمَ نتيجةً من اليمن. فلْتنظر الشعوبُ ما ينتظرها. فمصيرها أهم لنا جميعاً من مصائر الأنظمة الظالمة، التي لاشك زائلةٌ..زائلة..سواء صبرتم عليها أم لم تصبروا. Twitter: @mmshibani