من السهل جداً في هذا الزمن أن تصبح مشهوراً في غمضة عين، ويصبح الجميع يرددون اسمك.. ووكالات الأنباء تتسابق للظفر بلقائك والتحدث معك. فقط صوب رميتك في أية منطقة من مناطق البنية الفكرية للمجتمع الذي تعيش فيه.. لكن بشرط أن تكون الرمية تحت الحزام او بمعنى أصح تدور في دوائر المحرمات المعروفة لاسيما فيما يخص المجتمع (كالدين والجنس) فالجنس مثلاً كان بوابة الناشطة المصرية علياء المهدي المتمثلة في صورتها العارية والتي بها اعتلت منصة الشهرة والحضور ليس على مستوى المجتمع المصري المحافظ فحسب بل في كل العالم. أما الدين فقد كان قنطرة المغرد السعودي حمزة كشغري لذات المغزى (الشهرة). في اعتقادي أن الفرصة لو أتيحت للسيدة علياء أو السيد كاشغري لإعادة الكرة فأغلب الظن ألا يفعلا هكذا أظن.. وهكذا المنطق. فالهدف من الفرقعة تحقق ولم يعد لتكرارها أدنى قيمة، ولا أخالهما إلا مدركين أن ما قاما به يعد اختراقاً للحواجز المحرمة – على الأقل في مجتمعيهما – وأنه مما يندرج تحت بند الاعتداء إما على المشاعر أو في المقدسات وفق الفقرة الثالثة من نص المادة (22) من إعلان حقوق الإنسان والتي تنص على أن:» الإعلام ضرورة حيوية للمجتمع، يحرم استغلاله، وسوء استعماله، والتعرض للمقدسات وكرامة الأنبياء فيه، وممارسة كل ما من شأنه الإخلال بالقيم أو إصابة المجتمع بالتفكك أو الانحلال أو الضرر أو زعزعة الاعتقاد «. لكن اللعبة أجبرتهما على ذلك.. أقصد لعبة الشهرة الخاطفة. على أية حال.. فإن باب الشهرة من باب المخالفة دائماً أيسر وأقرب لبلوغ الانتشار مصداقاً لمقولة جمال الدين الأفغاني: « التسفل أيسر من الترفع « ، فالترفع يحتاج المكابدة في قول الحق.. يحتاج الوعي بقيمة الكلمة.. يحتاج الصبر في ثبات على الإيمان واليقين والأمل في بلوغ المرام وإن طال الأمد.. بينما التسفل فلا يحتاج لكل هذا.. مجرد تغريدة من بضع كلمات.. أو صورة شخصية بمعايير خاصة، والباقي سيتولاه الإعلام. عموماً.. بين الشهرة بالتسفل ونزوة الشهوة قواسم مشتركة.. أهمها سرعة خفوتها وبرود جذوتها.. وحينها لا مفر لأبطالها من إدراك مدى ما بلغوه في النكوص.. هذا إن لم تحدهم حافة الندم، لكن على ما يبدو أن هذه الحافة لم يعد بوسعها الصمود أمام صخرة صماء تحجب نور الشمس من بلوغ العقول والقلوب.. يسمونها صخرة المكابرة. [email protected]