يستحقها شيخُ (الأزهر) عن تصرفٍ ظاهره بسيط و معناه عميق. غادر مكتبه لتأخر وزير خارجية إيطاليا عن موعده نصفَ ساعةٍ دون إعتذار، مُعتبرها إهانةً (للأزهر) لا لشخصه. فاضطُر الوزير للإستنجاد بالخارجية المصرية التي رجَتْ الشيخَ إستقبالَه بمنزله، فحضر و اعتذر عن التأخير. بمثل هذا يكون الربيع العربيُ (أزهرياً). فأُمّتُنا بحاجة ماسة لردِ الاعتبار لمكانتها الدينية أمام ما يسمونه (الآخر)، بعد أن ذلّلوا أنفسهم له، فظنّها خطأً (ذِلّةَ دينٍ) و هي (ذِلّةُ أشخاص). شيخُ (الأزهر) هذا عيّنَه (مبارك) فباشر الآن إستصدار قانونٍ ، قبل وصول (الإخوان) للحكم، بإلغاء (التعيين) و فَرضِ (إنتخاب) شيخ (الأزهر) كما كان قبل 60 عاماً لتتحقق استقلاليتُه عن السلطة. لو كان في ظلِ (مبارك) لما تصرف هكذا. لكن ما أن استنشق نسائمَ الحرية حتى أحسن استغلالَها فاستعاد لِجُبّتِه العلميةِ بريقَها. و مثلُه كثير من علماء الأمة. يترقّبون لحظةً يَصدعون فيها بالحق بعد أن أَذابَتْ هِمَمَهُم ضغوطاتُ، إما التنكيلِ و القمع أو المالِ و الإغداق. يَخْلونَ لأنفسهم فتَجيشُ ضمائرُهُم بالحُرقة، يُحاولون التبرير في مناجاتهم لله أن الأمور فوق طاقاتهم، و منه وحده القبولُ أو الرد. شيخُ (الأزهر) و شيوخُ كل مؤسسةٍ علمية رمزٌ لأمانةِ الله على الأرض. منهم من يحملُها بحقها..و مَن يَضعفُ..و مَن يتهاون. لكن حِمْلَهُم ليس أعمالَهم وحدها بل أيضاً نِتاجَ أداءِ هيئاتِهم، خيراً أو شراً. تماماً كالراعي..المُحاسَبِ عن أحوالِ رعيتِه . Twitter:@mmshibani