مدخل : أرض و سماء بينهما يسكن شيء كبير اسمه ( الوطن ) حيث لا مدىَ على هذه الأرض وتحت تلك السماء انقسم الناس فيما بينهم لاثنين بأمر أعراف و تقاليد خلقت مع الإنسان منذ أول ظهور لادم , حاكماً و محكوما , مسؤولاً ومواطنا , كل منهما عليه واجبات لابد أن يفي بها للاخر وله حقوق يقاتل و يناضل من أجل الحصول عليها , فإذا ما أخل أحدهما بما عليه من واجبات أو منعه انشغاله في البحث عن لقمة عيشه رغماً عنه عن المطالبة بما له من حقوق فحتماً تُصبح الصورة باهتة دون ملامح وفاتورة كل هذا على حساب الوطن فصوت المواطن هو «المحفز» الأكبر لأداء المسؤول وأمانة المسؤول ونجاحه في عمله تنعكس على سلوك المواطن وإن كان الأخير هو أكثر من يظلم في هذه المعادلة المعلومة نتائجها سلفاً بأمر تجارب قد تراكمت منذ سنوات في عقل المواطن حتى كونت بداخله قناعة مفادها أن كل مسؤول مُدان حتى يثبت عكس ذلك حيرة المواطن مع بعض المسؤولين عن توفير الخدمات الضرورية له ولعائلته والتي تمس تفاصيل يومه لا تنتهي أبداً حتى وصول ما يصدر منهم أي المسؤولين لدرجة ( الخذلان ) , فسواء كان ذلك المسؤول داخل الوطن أو مسؤولاً في الخارج فإنه يظل مبتعداً و كأنه يطل برأسه من أعلى برج عاجي كما هو وصف الشاعر الفرنسي سانت بيف في ( العزلة ) , وما ضريبة ابتعاد أولئك المسؤولين عن أبناء وطنهم إلا فشلهم وخروجهم بشكل مُخجل في أول احتكاك لهم في الشارع اصطدام لم يكن مخططا له بل ظروف أجبرت الاثنين المسؤول و المواطن على المواجهة , كتلك الفترة التي صاحبت أحداث ثورة الشعب المصري وما حدث هناك من خلل في الأمن أجبر دول العالم على سرعة إجلاء رعاياها من هناك , ليخرج علينا السفير السابق بجملته الشهيرة ( عندك حلول ) والتي لا أظنها سوف تندثر لسنوات طويلة لأنها قد أتت على الجرح هذه المرة معبرة عن حال بعض المسؤولين , وصولاً لآخر التصاريح وما قاله وزير الزراعة لأحد كبار السن من المزارعين والذي كان يحاوره بكل أدب لكن معاليه ختم ذلك الحوار الزراعي بجملة قصيرة ( روح إشتري ) ! فهل يتعمد بعض المسؤولين الإساءة للمواطنين قبل أن يسيئوا لمن وضع بهم الثقة أي الحكومة ففشل المسؤول ونجاحه ينسب من قبل المواطن البسيط إلى الدولة و التي قامت بتعيينهم أم أن كل هذا لا يعدو كونه فشلا إداريا نبع عن تشبعهم من كرسي ومكتب ووجوه متشابهة يروونها باستمرار من حولهم في كل صباح ؟ الله وحده أعلم. مخرج : نرفض انتقاد أي مواطن لأدائنا .. «أمين عام المجلس البلدي لمدينة الرياض». [email protected]