أياً كانت نتائج انتخابات تونس، فالأهم هو زخم المشاركة الهائل المقارب 90%، و شهادةُ الأغلبية بنزاهتها. لم يكن سهلاً تحركُ 4,5 مليون ناخب لاختيار 217 عضواً من 11,600 مرشح، لتمكين المجلس الوطني التأسيسي من صياغة دستور جديد. أثبت التوانسة جِديّتَهم في المسيرة، وان رصيدهم المعرفي والحقوقي متجذّر في وِجدانهم. أرادوا ان يقولوا للعالم ان الزمن لا يعود للوراء. مُحيّرةٌ هي إرادةُ الشعوب..أحياناً تظنها ماتت لعقود، كما أيام القذافي وابن علي وغيرهما..ثم فجأةً تستفيق بِوَمضةٍ بسيطة أو شرارةٍ عابرة. فإذا الشعبُ غير الشعب. و إذا الحاكمُ غير الحاكم. و إذا الإرادةُ غير الإرادة. النظام الحكيم هو من يستطيع فَهْمَ تلك الإرادة الشعبية مبكراً. قبل تَحوّلِها إلى أزيزٍ..ثم هديرٍ..ثم هَيَجان. مِثالُ تونس، تُقابلُه مصر . فنتساءل : كيف لم يَحدثْ بعدُ فيها نفسُ الشيء وبين ثورتَيْهِما 26 يوماً فقط ؟ إنه الشد والجذبُ، بين شعبٍ يريد (للأمام)..وبقايا نظامٍ وجيشٍ يقول : ( للخلْف.. در ). twitter: @mmshibani