شتّان بين دموع الرئيس الجديد منصف المرزوقي و هو يتسلم رئاسة تونس، و بين دموع سلفه سيئ الذكر (بن علي). (منصف) و هيئةُ حكمه لا نعرف (أيُنصِفونَ) أم (يَظلِمون)". لكن دموعه دموع فرحِ كلِ التوانسة، بزوال طاغٍ امتصَّ و أسرتُه و أعوانُه رحيقَ جيلٍ كامل من الكرامة و الثروة و المستقبل، فضيّع البلاد و الشعب. أما (زينُ) الساقطين من الحكم، فيَجتَرُّ دموعه ندماً و حسرةً على حكمٍ فرط فيه، و شعبٍ أضاع أمانتَه، و حياةٍ عمليةٍ آلَتْ إلى قمامة التاريخ. لا ضياءَ يُحفظ له منها سوى حسَنَةِ (فَرارِه) بعد أن رأى الناس ما حلّ بقياداتٍ تشبّثَتْ بكراسيها فَأَوْرثَتْ شعوبَها كوارث لا يعرفون الخروج منها. (و تلك الأيام نداولُها بين الناس)..حكمٌ إلهيٌ لا راد له في الدنيا، التي قانونُها (مَن عمل صالحاً فلنفسه و من أساء فعليها). أما في الآخرة فعند الله تجتمع الخصوم..و خصومُ الرؤساء ملايينُ شعوبِهِم. كلٌ يبحث عن حقّه (لِيُنْصَفَ) من حسناتِ رئيسه، أو (يُكَبَّ) على الأخير من سيئاته. وقتَها دموعُ الدمِ أقربُ من دموعِ المآقي..أَلَمْ ينذركم الله (هل تُجزون إلا ما كنتم تعملون). هيهاتَ أن ينجوَ ظالمٌ أو مفرطٌ أو متساهل. Twitter: @mmshibani