كانت الأجواء الثقافية خلال الأسبوع الماضي بنجران معطرة بالفكر الراقي مع أحد أهم رموز ودعائم الفكر السعودي والعربي الدكتور تركي الحمد من خلال ندوته التي أقامها هناك بناءً على دعوة ملتقى نجران الثقافي وكانت بعنوان (ربيع العرب بداية جديدة أم كارثة جديدة). وكان يدير الأمسية الأديب والشاعر الكبير محمد زايد الألمعي وكانت ليلة من أروع ما يكون لمحبي ورواد المجالس الثقافية كيف لا ومن يتربع محاضرا على الكرسي مفكر كبير بحجم الدكتور تركي الحمد . ولكن ما يحز بالنفس وما دعاني للكتابة حول الموضوع ليس النجاح الكبير اللذي وجدته الندوة أو الحضور الكثيف الملفت للنظر في القاعة بل عند معرفتي بأن هذه أول زيارة للدكتور الحمد لنجران وكذلك مدير الندوة الألمعي والذي لا يفصله عن نجران شيء بحكم تواجده بعسير. عندما قرأت في تويتر كلام الدكتور الحمد وانبهاره مما وجده في نجران الأرض والإنسان سعدت بذلك ولكن حز في نفسي بأن مفكراً ومهتماً بالشأن السياسي والاجتماعي وصل لهذا العمر وللتو يكتشف جزءاً من وطنه ويتعرف على أهله هذا الأمر ليس قاصراً على الدكتور الحمد ولا على نجران فكثير من مناطق وطني بالتأكيد منسية كما ذكر الحمد عن نجران بالنسبة له قبل زيارته لها وكذلك كثير من المثقفين والمهتمين بالشأن الوطني لا يعرفون أغلب مناطق وطنهم إلا كما يعرفها أو يسمع عنها الغريب وهذه مشكله كبيرة أمام من يفكر عن مجتمع بأكمله ويبني تصوراته ورؤيته وهو لا يعرف سوى منطقته وتضاريس وطنه لا يعرفها إلا من خلال الخارطة!. في حديث سابق لي مع أحد الأصدقاء عن الأخدود انبهر كثيراً عندما عرف أنه بنجران وللأسف أن صديقي كان من المهتمين بالسفر للخارج وتتبع الآثار ! بكل تأكيد أن الأندية والملتقيات الثقافية مسؤولة عن تبادل الدعوات بين مثقفي المناطق وإن كان لديها قصور فمن الواجب على المثقفين والمهتمين عن الشأن الوطني من كتاب ومفكرين السفر والتعرف على مناطق وطنهم، وهناك الكثير من الأماكن في هذا الوطن التي تستحق الزيارة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها لغربها. [email protected]