قالها القذافي للقادة الحاضرين قمة دمشق. فكاد (الاسد) أن يستلقي ضاحكاً. وتبسّم من أعماقه (ابو مازن). وربما تَنَحنَح (بن علي) . أما (مبارك) و (صالح) فلعلهما شاهداه متلفزاً ولسانُ حالهما يقول :"إيه التخريف دا". كلمتُه تلك للقمة نراها الآن بعيون أخرى. كانت (جُنوناً) فأصبحت (واقعاً). دفع بالامس قائلُها أغلى أثمانها..حياتَه. ليس مهماً كيفية نهايته.. أَوَجدوه في (زنقة سرداب) ثم أعدموه فوراً لِإِغلاق صفحاته للأبد، بعد أن فاجأَتْهُ خيانةُ (بَلْحاج) وجماعته عندما أطلق سراحهم لِنجدتِه، فإذا بهم يفتحون طرابلس للثوار، كَقَلْعة ورق، ولا يُسعِفُه الوقت بالهرب بعيداً، فلا يجد إلّا حَشْر نفسه في (سرت)..التفاصيل ليست مهمة. الأهم للشعوب أن تاريخ هذه الحقبة، بِمِثل ما سيُسجّل تفريطَ انظمتها في حقوقها القومية والوطنية، سيُسجّل بِمِدادٍ (لا أدري ما لَوْنُه) نهاياتِها المروّعة. مَن لم يَتّعِظْ (بإعدامِ صدام) ولا (بفرار بن علي) ولا (بقُضبانِ مبارك) و لا (بمقتل القذافي).. فلا أملَ في اتّعاظه أبداً..مهما كان موقعه من سُلّمِ أسيادِ الغابة. email: [email protected]