في الأسبوع الماضي ( الأثنين 5 ذو القعدة 1432ه قرأت مقالة الرائع بعنوان (كاريزما عبد الناصر.. وذكاء السادات) واستمتعت به وفي هذا الأسبوع "الأثنين 12 ذو القعدة 1432ه" وعلى مساحة صحفتين قرأت في مجلة روز اليوسف مقالات تحت عنوان ( وداع حزين) بأقلام زملاء المشوار الصحفي عن رحيل الصديق حمدي عبد العزيز الصحفي في مجلة روز اليوسف. لم أصدق ما أرى وأقرأ.. التجم فمي عن الكلام.. انسابت الدموع من مقلتي حزينة للفراق. سمعت صوته قبل شهر أو شهرين عبر الهاتف يطمئن فيه على صحتي بعد أن عرف من الزملاء إصابتي بالفشل الكلوي.. كانت نبراته معبرة ومتألمة لما حدث.. وكلماته مطمئنة وتلهج بالدعاء والتمني بالشفاء. سعدت بكلماته من البعيد.. تحاورنا عن الحال وتذكرنا أياماً وسنوات لا تنسى في أم الدنيا "القاهرة". تذكرت أيام الشباب الأولى والطموح الصحفي.. فقد كان مطوفي في الحبيبة "مصر". تذكرت أيامنا الحلوة في حيه القديم (السيدة زينب) ووالدته العزيزة (أمنا) المشتركة وحنانها والغداء معاً على مائدتها وكلماتها الحنونة رحمها الله.. وصداقتنا الطويلة قبل الزواج والإنجاب.. والتسكع في مكتبات القاهرة وأحيائها العتيقة وامتطاء أكثر من مواصلة نستقلها بروح الشباب. كان شاباً في مقتبل العمر كله حيوية ونشاط .. أعترف بأنني أكبر منه ببعض السنوات أو نقترب بالعمر.. حياتنا وهمومنا واحدة. يجمعنا معاً أخونا الأكبر / شاكر عبد العزيز "شقيقه" الذي سبقه في المجال الصحفي والعمل .. وإن لم يدرس الصحافة أكاديمياً كأخيه الصحفي (حمدي عبد العزيز) ولكنه توفق فيها ولمع كصحفي رائد لسنوات طويلة ولازال.. وكان ولازال أستاذاً لنا سبقنا بمشواره وأصبحت الصحافة جزءاً من حياته ومستقبله. وبعد التعزية لشقيقه ومعلمنا وصديقنا الأستاذ / شاكر عبد العزيز في جريدة البلاد السعودية الرائدة .. حيث يمارس ركضه الإبداعي في جدة حدثني بنبرة حزينة عن المصاب الجلل.. بوفاة أخيه الأصغر الصديق الأستاذ حمدي عبد العزيز. وعرفت قصة السالفة المحزنة كاملة.. فقد أجرى قبل أيام حمدي عبد العزيز "قسطرة" لقلبه المتعب نيتجة تعاطيه السجائر بكثرة ولم يتحمل قلبه المليء بحب الناس وأسلم الروح وهو في عز شبابه وتألقه وأعماله الصحفية.. فلم يتحمل قلبه الكبير. ماذا أضيف يا صديق العمر.. ففي عز الكلام سكت الكلام.. إنها كلمات رثاء بسيطة لم أجد سواها.. حزناً على فراقك أقدمها لمحبيك. نم أيها الصديق مرتاح البال.. فمن مثلك لاينساه من عاصره وعرفه .. رحمك الله رحمة واسعة وألهم ذويك الصبر والسلوان .. والبركة في الأبناء الأبرار وللعزيز الصديق شاكر عبد العزيز والأسرة خالص التعازي القلبية وجعلها خاتمة الأحزان لك الرحمة ."إنا لله وإنا إليه راجعون".