فلْنَتَخيّل "للخيال فقط و ليس الحقيقة" أن السلطة الفلسطينية، التي قدمت بثمنٍ بخسٍ أوهى ورقة توت غَلّفَت بها آخر نضالات مخلصي الفلسطينيين عبر خمسين عاماً، بُعِثَ فجأةً ضميرها "مع أن البعث ليس في الدنيا"، لِتَستَأْسِد غداً أمام إسرائيل و الغرب ابتغاء اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطين. ماذا يعني ذلك لو تمَّ ؟ يعني ضياع المطالبة بفلسطين الأساس وبالقدس، وحرمانَ أجيالٍ ستأتي بعدكم - أجدر وأقوى - من المطالبة بحقها المغتصب إسرائيلياً .و يعني أن إسرائيل المرعوبة من التمدد السكاني الفلسطيني الداخلي ستعلن رسمياً "يهوديتَها" و تُهجِّر قانونياً كل عرب 1948 إليكم. لم تستطع ذلك من قبل لأنْ لا دولة تَقْبل بهم كلاجئين، وغداً يُفرض عليكم قبولهم في "دولة فلسطين" الجديدة . أما تمثيلية تل أبيب بمعارضة التصويت، فلا بد منها لاستكمال المخطط. فلو أيَّدتْهُ لاكتُشِف وسقط. ولو فشل المسعى، بفيتو أمريكي، فقد أَوْدعتُم رسمياً بالمنظمة الدولية طلباً نهائياً، محدداً بحدود، مسلِّماً للكيان الصهيوني باغتصاب الأرض والتاريخ والمستقبل. وسيكون حُجَّةً على خلفائكم إن حاولوا التراجع عنه. هكذا، ببساطة تقدمون للآخر كل ما يريد، دون أخْذِ حتى الفُتات مما تَرجون .إنه دوماً "الخوفُ" من "الآخر" الذي يَقُضُّ مضاجع العاجزين . email: [email protected]