من الحالات النادرة خروج صراعٍ استخباراتي من الغرف المؤيدة الى السطح، ليتناوله الاعلام و العامة. فالمساجلاتُ عادةً اختصاص السياسيين. لكن امريكا و باكستان تمران الآن بأزمةٍ حقيقية، تَظهر في التنابُز بين العسكريين. واشنطن مُحبطةٌ بعد تَيَقُّنِها ضلوع المخابرات العسكرية الباكستانية في استمرار (حرق) أصابعها المحتلة لأفغانستان بذريعة ملاحقة الارهاب. عشر سنواتٍ أقَضَّتْ مضاجع الأمريكيين واستنزفت خزائنهم وخزائن حلفائهم، و ما زالوا في ( SQUARE ONE ) كما يقولون. اتهم رئيس الأركان مايك مولن مخابرات باكستان بأنها "تدعم فعلياً شبكة حقاني في تصدير العنف لأفغانستان". ويبقى الكثير مما قَصَده و لم يَقُلْه اكتشفوه بعد اغتيالهم بن لادن .. و منه ان زعيم القاعدة كان في (حماية باكستانية). الضغط محاولةٌ أمريكية (لإصلاح المناهج الاستخباراتية)، وليس التعليمية، في باكستان بالإطاحة برؤوسٍ عسكرية كبرى (لِيَستَتِبَّ) الوضع. لكن الباكستانيين لا يُبْدون (مرونةً) في الرضوخ. بل عِوَضاً عن بذل الجهد في نفي التهمة يقول رئيس وزرائهم عن الأمريكيين "لا يُمكنهم التعايش معنا .. و لا يُمكنهم العيشُ بدوننا". صَحَّ لسانُك. email: [email protected]