أي مجلس أمن هذا؟!، الذي لم يكن في يوم من الأيام إلا أداة في يد الدولة الأعظم وتحت سيطرتها توجّهه حيث تشاء وتفرض عليه ما تشاء..! وعليه السمع والقبول وإلا فسيف الفيتو مشرع مسلول في وجه كل من يخالف أو يخرج عن الطاعة..! إن أمريكا ومن ورائها الغرب الظالم، ومعها ربيبتها إسرائيل تعيث في الأرض فسادا وإفسادا وتشرّع وفق هواها وما يخدم مصالحها.. فكل شيء مباح إلا أن يتقاطع مع سياستها أو يتعارض مع أهدافها.. آنئذ لكل حادث حديث.. أتصورتم أن تصل الأمور إلى هذا الحد من الإسفاف ومعاضلة المنطق وعداوة الحق..؟! وصل الأمر إلى تقرير أممي يجعل حصار إسرائيل لغزة وأهلها أمرا مشروعا ولا يتعارض مطلقا مع قرارات الأممالمتحدة والعدالة وحقوق الإنسان..!! يا إلهي..!! أيّ عالم هذا الذي نعيش فيه..؟! لم نكن نتخيل في يوم من الأيام أن تصل الوقاحة إلى هذا الحد الذي سادت فيه شريعة الغاب، وتسلّط الأقوياء على الضعفاء وسلبهم حقوقهم وتجريدهم من أبسط مقومات العيش الكريم والحياة الحرة المستقرة. هاهي الأممالمتحدة تتنكر لكل قراراتها السابقة.. وتضرب بما يخص القضية الفلسطينية عرض الحائط..إرضاء لإسرائيل وأمريكا..عودتنا إسرائيل على عدم الوفاء بالتزاماتها والتنكر لكل الاتفاقيات وعدم احترامها لتوقيعاتها.. توقّع اليوم وتتنكر غدا.. هذا شأنها منذ أسست عام 1948 لم تحترم أيا منها قط.. وأفضل مثال وأقربه اتفاقيات كامب ديفيد..أدارت لها ظهرها بالرغم من رعاية أمريكا لها وتوقيعها عليها. إن تقرير "بالمر" حول اعتداء إسرائيل على أسطول "مرمرة" التركي في المياه الدولية اعتداء صارخ، وظلم واضح، وتحد للمجتمع الدولي كله.. لكن إسرائيل كعادتها لا شيء يخيفها أو يردعها استنادا إلى جبروت سيدتها أمريكا التي تبرر لها كل أفعالها تحت ضغط اللوبي الصهيوني فيها. فما دام الأمر يتعلق بإسرائيل فكل شيء يجوز..ما دامت إسرائيل هي الخصم والحكم. وما بقيت أمريكا تكيل بمكيالين!! إلى متى سنظل على هذه الحال؟ إسرائيل تصادر الأراضي وتبني المستوطنات عليها وتهدم المساجد.. وتحرم الفلسطينيين من المياه فيعانون العطش وتجف مزارعهم بينما المستوطنون ينعمون بها سباحة وزراعة وشربا..؟! لم يبق من الأراضي إلا القليل والتي لا تواصل بينها بل هي نتف هنا وهناك مما يتعذر معه إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.. سيتوجّه الفلسطينيون للأمم المتحدة للحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وفق ما أقرته الأممالمتحدة في قرارات سابقة..ومع هذا تزداد إسرائيل توترا وراحت ترغي وتزبد وتهدد وتتوعد معتبرة أن الأمر من الخطورة بحيث لا تستطيع السكوت عنه أو التهاون بشأنه..!! إذن فهي لا تريد دولة فلسطينية بأية حال من الأحوال إيماناً منها بخطورة ذلك على وجودها لأنها أقيمت على أرض اغتصبتها وشردت أهلها الشرعيين منها.. ويكاد المريب أن يقول خذوني..!! ملأت إسرائيل الدنيا صراخا وتهديدا ووعيدا وصورت أن قيام دولة فلسطينية يهدد الأمن والسلم العالمي بينما هي دولة مسالمة تعشق السلام وتسعى جاهدة من أجله.. وظلت تروّج هذه المقولة حتى صدّقت نفسها..!! كاتب فلسطيني