إذا دعيتم فأجيبوا، هذا التوجيه الكريم يحدد مدى أهمية اجابة الدعوة لمن دعاك لا أن تقبل الدعوة ومن ثم لا تجيب. إن هذا العمل فيه كثير من المآخذ أولها عدم تقديرك لمن دعاك. ثانياً يدل على عدم اهتمامك بنفسك فأنت تضعها في المكان الخطأ بل مكان المؤاخذة، لأنك بعدم استجابتك للدعوة بعد قبولها تحرج الداعي. من المواقف الصعبة التي مرت بأحد الأصدقاء وتجاربه عديدة في هذا الأمر أن دعا حوالي ثلاثين شخصاً على شرف أحد المسؤولين "السابقين" فلم يحضر للدعوة سوى عشرة أشخاص وكان موقفاً "سخيفاً" بل ومزرياً أمام ضيفه ويقول ذلك الصديق ماذا يكلف من دعي بأن يعتذر لكي يعرف الداعي رأسه من قدميه كما يقول المثل. إن هذا السلوك البسيط في مظهره الكبير في معناه يدل على عدم الاهتمام بكثير من القيم التي يحض عليها الدين ويرعاها حق رعايتها لعل في أبسطها دليلا كافياً على مدى الخلق الذي يحرض عليه ديننا فهذا نبينا صلوات الله عليه يقول: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.ولعل من أبسط "الأخلاق" أن يحترم الإنسان نفسه وذلك باحترامه للآخرين. فإجابة الدعوة التي ينظر إليها البعض "باستهتار" لهو دلالة على عدم ادراكه لمدى أهمية الدعوة.