الفكر شيء من الصعب أن تغيره مالم تقم أنت يا من تحمل بطيَّات عقلك الكثير من السهام المختلة في الاتجاه لتسيرها للاتجاه الصحيح.فالفكر ( مفهوم مجرد ) وجميع الأفكار هي عمليات ذهنية يؤديها عقل الإنسان بما يراه من نمط صحيح وفق وجهة نظره التي يراها .لذا فليس من الغريب في كثير من المواقف أن ترى هناك أشخاصا يعملون على التفكير العاطفي الذي عاشوا طفولتهم عليه حتى وان كانت هذه الشخصيات ممن تحمل مراتب علمية عليا. الذي يسوقني لهذا الحديث هو ما ظهر في احد المنابر من أحداث ثورة عاطفية وتهجمية لاتليق بمعاني الإنسانية فما بالك بمسلم واعظ ..حتى انه خيل لي بان هناك قضية لا يمكن أن تحل الا على طاولة الأممالمتحدة أو اجتماعات سرية استخباراتية لفض هذا النزاع الفكري الذي جعل كل من يصفهم في حديثه بوصف لا أجرؤ على ذكره . فهو اتجه للحديث بشكل عاطفي مفاجئ دون أدنى تفكير لما ستؤول إليه عباراته الرنانة التي يحسب بأنه نزع بها الرؤوس وارجع السيف في غمده فلقد قلل من مصداقيته وعلمه وإتقانه لتقبل الأمور بحكمه.فليس هناك رجل عاقل يجمع في حديثه البشر ويصنفهم على نية رجل واحد ويصف نواياهم بأنها سواء وكأنه بذلك يعلم ماتخفي الصدور.لم كل هذه الويلات والوعيد والضرب بيد من حديد فنحن في زمن حوار جديد يتطلب الرقي بحديثنا حتى وسط أبنائنا فما بالك بأحد منابر المجتمع الروحية .لماذا لانستقيم جميعا وفق نهج واحد ألا وهو التفكير بمنطق وحيادية وموضوعية وعدم الانخراط للحظات مع العاطفة الجياشة أو أن نسمح للنمروذ بن كنعان بأن يسيطر على دواخلنا من اجل أن نقبل المديح. نستطيع اختصار الزمن والجهد لتحقيق الأهداف والخطط بتفكير علمي ومنطقي وواقعي بدءا بتحليل المشكلة والعمل على انتهاج أسلوب حوار راق ومن ثم حل المشكلة وإلا فإن الصمت أحيانا يكون اعترافا بالخطأ وهو أفضل من الدفاع من دون مبرر يقول براين ترايسي (إنك دائما ماتجتذب إلى حياتك الأشخاص والأفكار والظروف التي تتلاءم مع أفكارك المهيمنة عليك سواءً كانت إيجابية أم سلبية ) لذا مادمت انك قد غيرت من تفكيرك فتوقع أن يتغير من حولك أما إن لم يتغير من حولك فراجع نفسك فأنت لم تصدق معها ولا مع عزيمتك .. القرآن يخاطب العقل فلا تخاطب عاطفتي.