سمو الأمير : سلام ومحبة.. وأبارك لك موقعك الجديد، وقبلها أقول: أعانك الله. أكتب لك هذه الرسالة لعدة أسباب: أولاً: لأنك شابٌ في أعمارنا، وتعي ما نقوله، وأثق أنك ستتعامل معه برحابة صدر. ثانيًا: شاهدتُ في بعض القنوات الرياضية.. بعض العاملين في الوسط الرياضي «يقلقسون».. وهي مفردة شمالية تجمع: النفاق، والكذب، و«وساعة الوجه»! ثالثًا: أنا لستُ كاتبًا رياضيًّا، ولا علاقة لي بهذا الضجيج الذي يصنعه التعصّب.. أنا «مواطن» يفرح إذا تفوقت فتاة من بلاده في الطب، أو قام شاب من بلادي بإنجاز شيء ما.. أو سجّل لاعب من بلادي هدفًا في مرمى الخصم، (حتى وإن كان تسللاً واضحًا!)، وتحزنني الهزيمة في أي شيء، وبأي مجال.. وأكرهها. أخي نواف بن فيصل: سيحاصرك هؤلاء «المقلقسون».. سيتحدثون عن عبقريتك، وعن إنجازاتك.. قل لهم في وجوههم: لم أعمل حتى الآن.. عندما أعمل، وأنجز صفقوا لي. انتبه منهم يا أخي.. هؤلاء يبحثون عن حظوة ومنصب. انتبه من العقليات الساذجة التي تأتي للعمل ل (الوطن)، ولا يزال تفكيرها: (هلال)/ (نصر). انتبه من الذين يصفقون لك قبل أن تنهي جملتك. أخي نواف بن فيصل: اجمع حولك الرجال الشجعان، الذين لديهم القدرة على الاختلاف معك.. ستخبرك الأيام والتجربة: أنهم أكثر فائدة من النوع الثاني.. وأصدق. أخي نواف بن فيصل: نحن في زمن مفتوح تعددت منابره.. واستطاع كل الناس أن يقولوا آراءهم عبر هذه المنابر .. لا تكتفي بالاطّلاع -فقط- على المنابر الرسمية، فهي منافقة أحيانًا.. عليك كل فترة أن تتابع نبض الشارع، وتعرف آراء الناس من خلال هذه المنابر الإلكترونية. أخي نواف بن فيصل: «الرياضة» ليست شيئًا صغيرًا.. أو غير مهم -كما يتخيّل البعض- سادة الرياضة في العالم هم سادة العالم في كل شيء.. والأمم العظيمة: عظيمة في المصنع، والملعب، ومركز الأبحاث.. والأمم المتأخرة: متأخرة في كل شيء. فليكن مشروعك الأول اتحادات منتخبة، تبدأ من الأندية.. هذا هو العمل الحقيقي. أخي نواف بن فيصل: مَن يقرأني يعلم أنني أكتب بمحبة وصدق، ولا أحوّل نون «النقد» إلى حاء «الحقد».. ولستُ طبلاً صحفيًّا، ولا من حملة المباخر الإعلامية.. وهنا.. كتبتُ لك بمحبة، وأرجو أن تقرأني بمحبة.. وأعدك.. أعدك أن أكون أول المصفقين لك في أول إنجاز قادم. أخوك: محمد الرطيان