(1) أنت الآن هذه المادة «الهلامية» التي يشارك الجميع بتشكيلها .. إلا أنت ! كل المنابر ( صحف – قنوات فضائية – مواقع إلكترونية ) تشارك الآن بإعادة تشكيل ملامحك .. وأنت آخر من يشعر بهذا الأمر ! (2) في المشهد السياسي على سبيل المثال : بالأمس ، وقبل سنوات قليلة ، لم تكن تعنيك « المذهبية » بشيء .. بل إنك لا تعرف ما الذي تعنيه هذه الكلمة الغريبة .. الآن لديك موقف منها ! .. كيف حدث هذا الأمر ؟.. لا تدري ! بالأمس .. كانت « فلسطين » قضيتك الكبرى .. الآن تسخر من صاحبك عندما تنتفض كلماته لأجل « القدس» أمامك ! (3) من أنت ؟ .. كائن هلامي ، بلا شكل واضح ! لم تعد «المثلث» ولا «المربع» ولا «المستطيل» ؟.. صرت شكلا بلا شكل ! هنا « مشهد » كبير .. لم تشارك بإخراجه ولا مونتاجه ولا كتابة السيناريو له .. ولست سوى « كومبارس » صغير جدا في مشهد كبير جدا ! (4) من أنت ؟ هل فكرت بشيء اسمه « هوية » ؟.. ما هي هويتك ، وإلى أين تنتمي ؟! وهذا الضجيج الذي يدور حولك – ويشارك بتشكيلك – هل يشبهك ؟ وهذه « الموضات الفكرية» التي تبرز كل عقد .. هل تشبهك ؟.. هل لك علاقة بها ؟ لماذا تسلّم « رأسك» لهذا الضجيج ؟ لماذا تقبل أن تتحوّل إلى حقل تجارب لأي مشروع جديد ؟! (5) تحرر من الأشياء التي تعتقل عقلك . الحديث الصاخب لا يعني انه حديث حقيقي .. والأعلى صوتا لا يعني أنه الأصدق . كل فترة حاول أن تنفض ما تبقى في رأسك من غبار الكلمات . كن أنت !.