ودعت جدة أمس الأول واحداً من أبنائها الأوفياء هو الصديق محمد صادق دياب مهندس الكلمة المبدع والكاتب والأديب وعالم النفس والمربي والموجه وليتك كنت معي والعيون تذرف الدموع والقلوب ترتجف حزنا لفراقه وهو يوارى الثرى.إن فقيدنا عاش إنسانا ورحل إنسانا وواجه المرض بكل عزيمة وصبر، ولكن لا راد لقضاء الله وقدره ولكل أجل كتاب. نعم مات محمد دياب مات زميل الدراسة مات صاحب الخلق الكريم والأدب الرفيع مات وخلف لنا بموته الحزن مات أبوغنوه الإنسان وفارق الأهل والخلان. وهكذا ودع هذه الدنيا وذهب إلى غير رجعة وولى من دون عودة، كم هي الدنيا كاذبة !! ومخادعة وفاتنة !!، وكم هي الحياة قاسية وأقسى ما فيها يوم أن تفقد حبيبا أو صديقا فتذرف عيناك دموع الحزن وترثي لسانك بمرثيات المرارة والألم لتدرك حينها أن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة. غادر أبوغنوه الأهل والأحباب بعد صراع شديد مع المرض بعدما أثرى الساحة الأدبية بإبداعاته ومقالاته ومؤلفاته فكان واحداً من القلائل الذين تركوا بصماتهم الخالدة على جدار الزمن ونقشوا ذكراهم بأحرف من نور على برواز المجد والشرف. إن الفقيد كان يتميز بين أترابه بالهدوء والتسامح وحسن المعشر بل كان مثالاً في التعامل يوم كان شبلا في الكشافة وكان تلميذا ذكيا ثم معلما بارزا في الكلية المتوسطة بمكة المكرمة ثم رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد في المنطقة الغربيةبجدة واستطاع بنشاطه وعلمه تطوير الإرشاد الطلابي حتى بلغ مستوى اشاد به الجميع ثم سرعان ما خطفه سحر الصحافة ليعمل مديراً للملحق الأدبي بجريدة المدينة وهكذا حتى عين رئيسا لمجلة اقرأ ثم مجلة الجديدة ثم رئيساً لتحرير مجلة الحج وفي كل هذه المواقع لم أكن بعيدا عنه. اللهم ارحمه برحمتك وادخله فسيح جناتك، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.