ما أصعب أن تكتب عن إنسان يعز عليك فراقه، والأصعب أن تكتب عن إنسان طبع بصماته الإبداعية في نفسك، إنه المربي والمعلم محمّد صادق دياب، صديق العمر، الأديب والكاتب، زميل الدراسة الذي غادرنا بعد صراع مرير مع المرض، بعدما أثرى الساحة الأدبية بإبداعاته ومقالاته ومؤلفاته، فكان واحدًا من الذين تركوا بصماتهم على جدار الزمن، ونقشوا ذكراهم بأحرف من نور على برواز المجد. ليتك تسمعني الآن لأقول لك: إنك لا تزال بيننا، فجسدك وإن غادرنا إلاّ أن روحك لا تزال ترفرف بيننا، ونقول: لن ننساك ما حيينا، لن ينساك من علّمتهم وساعدتهم، ولن تنساك جدة بأحجارها وأزقتها وثراها، وما كتبته عنها، كيف لا وقد تعلّمنا منك أكثر ممّا تعلمناه في مقاعد الدراسة. فنم أبا غنوة، في مرقدك قرير العين، فما هذه إلاّ مشاعر وأحاسيس جاشت في صدري حتى ذكّرتني أو صفعتني لأستيقظ من سباتي، فمن رحل لا يريد الحزن في نفوس من يحب، إنّه يريد رؤية البسمة دائمًا على شفاه مَن زرع فيهم البسمة في حياته، لذلك فلتنبض يا قلبي بسيمفونية الفرح، حتى يفرح مَن رحل، وحتى يبقى شمسًا تنير لنا طريقًا لا يعرف الظلمة، وليخلد ذكرك أمد الحياة، ولتكن في قلوبنا حيًّا يُرزق لا يعرف معنى الموت. اللهم ارحمه برحمتك، وأدخله فسيح جناتك، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.