العنوان صدر بيت لابن الرومي عجزه وألاّ أرى غيري له الدهر مالكا.. نحن في عصر الدسائس وإطلاق الشائعات والمتربصون بنا لا تعيقهم حواجز الطبيعة فالفضاء فتح أفقه ونفخ فيه كل حاقد وبيانات الخداع وزور الاتهامات يطلقها من استسلم لصوت الشيطان لأنه لم يقرأ أمن الوطن وظن أن الرقص على فوضى الوطن بداية الأحلام. مشكلتنا أن البعض يسمع ويصغى ثم يردد ما يسمعه من أبواق المرجفين مغيباً حقائق واقِعَهُ حتى تمتلئ ريئتاه بنتن الأكاذيب ويصاب بضيق الأفق فلا يجدي معه نصح القول ولهؤلاء نقول : عندما يكون وطننا في خطر يُتربص به من خارج حدوده فكلنا سنكون صفاً واحداً ندافع عنه. الوطن هو الرئية التي نتنفس من خلالها الهواء وهو الفضاء الواسع الذي من خلاله يتحرك المرء رافعاً رأسه لا ترهقه ذلة ولا ينتابه وجل. نحن في زمن تكالبت علينا فيه الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها وبين أقوام يدعي الفضل ناقص وليكن أمن وطننا في نفوسنا عفافاً وإقداماً وحزماً ورفعة مجده غاية نسمو إليها وأن لا نصدق واشياً فيه ولا نخيب سائلاً عنه وقد جمع هذه الصفات في الوطن أبو العلاء المعري عندما قال : ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل عفاف وإقدام وحزم ونائل أعندي وقد مارست كل خفية يصدق واشٍ أو يخيب سائل فلا نجعل من وطننا مضغة تلوكها ألسنةِ الجبناء ونعير سمعنا لكل أفاك لا يقوده الا الحقد والكراهية تجاه أمننا ولا ننظر الى سلبيات متفرقة هنا وهناك تعشعش بيننا وننسى كل الايجابيات التي يزخر بها وطننا ولنكن صادقين في انتمائنا مخلصين لرفعة بلادنا ونضع أيادينا في أيادي ولاة أمورنا فهم يسمعون منا ويحققون مطالبنا .. حريصون على أمن المواطن وعزه. بلادنا في حاجة وفي هذه الايام بالذات إلى أن يكون كل مواطن يعيش على ثرائها هو العين الساهرة والنفس الغيورة والمدافع الصنديد وفي هذه الأيام تحيط بنا من كل الجوانب مخالب وأنياب أمنيتها تمزيق وحدة هذه البلاد وجعل أهلها فرقاً وشيعاً خسئت أمانيهم وخابت ظنونهم وجعل الله كيدهم في نحورهم. وأخيراً أقول لكل من أعار أذنيه لأصوات الحقد والكراهية التي ما تفتأ تفتي بين حين وآخر تريد النيل من بلادنا ما قاله أبو الفتح ا لبستي: من استنام إلى الأشرار نام وفي قميصه منهم صِلٌّ وثعبان اللهم إحفظ بلادنا وأنشر الود والأخاء بين مواطنيها ووحد كلمتهم وكلل ولاة أمورنا بالنجاح وأجعل سعيهم للإصلاح وسددهم بالفوز والفلاح.