كل منا يقول أنا " مميز " أنا فريد أنا مختلف .... هل حقا أن كل فرد في هذا الكون يعتبر مختلف عن الآخر؟ .. مع التقدير و الاحترام و الحب لجميع الأمهات و الإباء إلا أنه من المعروف أن كل شخص يأخذ من أمه و أبيه الكثير الصفات و مع ذلك فأنه في نهاية المطاف كل شخص يعتبر فريد لا مثيل له. الطب الشخصي يعتمد على إقناع الجميع على أن الإنسان ... " واحد من نوعه " و لكن هل الطب التقليدي ينظر إلى الإنسان بهذه الطريقة ؟ الجواب ليس بعد لان الطبيب التقليدي مازال ينظر إلى مريض السكري و كأنه واحد من مرضى السكري و كذلك مريض القلب أو السرطان و غيرهم من المرضى ، ولكن في الواقع أن الإنسان فريد بيولوجيا و هو مختلف تماما عن أى شخص أخر حتى إذا كان لديه نفس المرض أو التشخيص . هذا ما يسمى "الطب الشخصي" و هو عصر جديد لهذا الفكر في عالم الطب وسيتم تطويره بطريقة سريعة في عام 2011 م. لا بد من ضمان فهم هذه النظريات و الاستناد إلى البحث و الحقائق التي تضمن تطبيق هذه النظرية علي ارض الواقع. الكثير من الأبحاث و الاختبارات عبر الممارسة السريرية لصقل و تحديد ما لدينا من معلومات عن كل مرض لمعرفة كيف يتم العلاج الشخصي لمرض معين مستهدف المرض في جسم كل مريض على حدا. و بعبارة أخرى، هناك فرصة لمعرفة العلاج الذي قد يكون مناسب بالنسبة لكل فرد على حده و يكون مختلفاً عن ما هو لشخص آخر، و من ثم تفعيل فرصة رصد العلاج المبكر. عندما نتكلم عن ما يتعلق بعلاج السرطان، يمكن أن نقول أن العلاجات المستهدفة سوف تكون أقل مضاعفات و آثار جانبية من العلاجات التقليدية بكثير. إذاً أن الطب الشخصي يسمح لنا بتقديم علاج سريع قد يستغرق أسابيع بدلا من شهور كما يمنع الكثير من المضاعفات و التعقيدات والآثار الجانبية. أفضل مثال على ارض الواقع علاج مرض " سرطان الثدي " فمثلا المرأة التي تتلقى علاج مستهدف مثل هيرسيبتين هذا نوع من العلاج الشخصي و لابد أن ندرك أن الطب شخصي ليس فقط للعلاج و لكن أيضا للوقاية هناك الكثير من الاختبارات الجينية المعروفة لمعرفة عوامل الخطورة و ذلك باختبار وجود الطفرات الوراثية التي يمكن أن تؤدي إلى كثير من أنواع السرطان. إذا يمكن وضع نهج لرصد أكثر دقة على تحديد ومعالجة السرطان و أخذ الحيطة الحذر و اخذ دواء على تقليل مخاطر المرض. أستاذ علم أمراض النساء و الولادة. كلية الطب -جامعة الملك عبد العزيز بجده .