انتشرت في أوساطنا عبارة (الطب البديل) لكن بمفهوم ربما غير صحيح؛ فالبعض اعتبرها حلا وبديلا عما عجز عنه الطب التقليدي، وأنه يتركز في الأعشاب وبعض المعالجات التقليدية كتجبير الكسور أو الحجامة التي يقوم بها بعض كبار السن. والطب البديل لا يقتصر على شكل أو نوع واحد، بل هو عدة مفاهيم ونظريات بعضها أثبت نجاحه والبعض الآخر لا يزال يحاول أن يشق طريقه؛ فالعلاج بالإبر الصينية على سبيل المثال حقق نجاحات كعلاج؛ اعتمادا على نظرية أن الإنسان وحدة كاملة. وهناك أيضا العلاج الفيزيائي والعلاج بتغيير نمط الحياة وأساليبها والعلاج السلوكي المعرفي خاصة في ما يتعلق بالأمراض النفسية. لكن هل يمكن أن يكون هذا العلاج بديلا عن الطب التقليدي. البعض منا خاصة كبار السن أو الذين يسكنون القرى النائية يعتقدون من خلال تجاربهم الشخصية أن العلاج بالأعشاب أو غيره مما شاع عندهم أفضل من الأطباء وأدويتهم.. والبعض الآخر يظن أنها لا يمكن أن تكون حلا لكل المشكلات والأمراض.وأعتقد أن الطب التقليدي ربما يكون هو الأكثر شمولية ونظرة للأمراض ومسبباتها؛ ومن ثم استخلاص العلاجات اللازمة؛ لأنها تعتمد على العلم والدراسة والتجريب والفحص الدقيق. أما الطب البديل فكما ذكرت لا يزال يحبو خطواته الأولى وربما يحتاج إلى المزيد من التجارب والأبحاث المعمقة، خاصة فيما يتعلق بالعلاجات النظرية لمشكلات الإنسان النفسية؛ لأنها تختلف من شخص إلى آخر اعتمادا على عوامل كثيرة منها البيئة والتعليم.