لنا تجربة سابقة في مواجهة أمطار تصاحبها عواصف وسيول لساعات معدودة نتج عنها وفيات، وهدم بيوت، وتلف سيارات وأثاث وبضائع، ومضت مدة معقولة تجعلنا نحذر وقوع مثل هذا مستقبلا، ولكنا ومع الأسف لم نكن على قدر المسؤولية، فلم نتقدم خطوة واحدة في اتجاه الترتيب لمواجهة حدث كهذا، فلما وقع مثله مرة أخرى تكررت النتائج، وتكررت ذات الاعذار بل وزاد عليها القول بأن ليس لدينا امكانات لمواجهة هكذا امطار. ونسأل لماذا لا يكون لنا مثل هذه الامكانات، ولسنا دولة فقيرة، ويتحدثون عن تأخر مشاريع، ونسأل لماذا تتأخر، والأموال قد رصدت، واحبابنا من المسؤولين قد قالوا: إنهم ينتظرون فقط هطول الامطار ليثبتوا أنهم قد استعدوا لها. ومن حقنا ان نسأل لماذا لم تصل اللجان التي شكلت من قبل بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين لمعرفة أسباب الكارثة الاولى ومن تسببوا فيها أياً كانوا لمحاسبتهم، والتي لم تظهر لها نتائج حاسمة حتى اليوم، ثم أليس من حقنا ان نعرف لماذا كل هذه المشكلات لمدينة جدة. ثم أليس من حقنا ان نغضب لكل هذا، وأليس من حقنا كمواطنين ان نسأل كل من له علاقة بخدمات هذه المدينة التي نسكن؟. نرجو ان يتواضع بعد اليوم الكثيرون من المسؤولين المتشنجين، الذين يرون في كل نقد يوجه اليهم غير نزيه، ولا يذكر سوى السلبيات، اما الايجابيات بزعمهم لا تذكر، بدعوى عريضة تطلق لتكميم الأفواه، ولو سألته عن تلك الايجابيات لم تجد سوى تنظير لا يسمع ولا يغني من جوع. إن ما حدث في جدة يوم الأربعاء 22-2-1432ه كشف الكثير من الزيف الممارس، ولم يعد محتمل الصبر على مثل هذا الزيف، فالخطر يحدق بالوطن من مثله وهذا الاهمال يتنامى في جميع الادارات، لأنه لا رقيب متابعاً ولا محاسباً، والساكت عن الحق شيطان اخرس، يستبقي هذا الفساد، فهل ندرك هذا هو ما ارجوه والله ولي التوفيق. ص.ب:35485 جدة فاكس 6407043