قرأت ماكتبه أخي أبوعبد الله قينان الغامدي في جريدة الوطن يوم الخميس 15/ 8 / 1430ه رداً على مقالي في هذه الجريدة المعنون "رفقاً أيها الكتاب بالمواطنين" موجهاً الخطاب إليّ بأسلوبه الساخر العذب، وأشكره على ما حباني به من مديح مآله إلى الذم، ودافع عن طريقتي في النقد، التي لا أستبدلها بغيرها، وهي أني أذكر القول أو الفعل وأنتقده ولا أعرض بصاحبه، وهي طريقة نبوية فما كان سيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم وآله وسلم - يذكر من رأه قد أخطأ باسمه ، بل يقول: ما بال أقوام قالوا كذا أو فعلوا كذا، وأنا على نهجه أسير، وأنا فعلاً لم أذكر اسم أخي وأنا أناقش بعض أفكاره لاتجاهلاً ولاترفعاً، فكلا الامرين ليسا من خلقي ومبادئي لاترضاهما. وأما أني قصدت بمقالي أبا عبدالله وحده فذاك من لون محاسبة النيات ، فالكتاب الطلعة الذين يكتبون في اتجاه أن تزاد الرسوم في شتى المجالات وأن ترفع اسعار الخدمات أو زيادة الغرامات كثر لاحصر لهم ، وهم يستمتعون بهذا ، وأما أنه لم يحتمل نصحاً من خرفً مثلي ، وظن أن أقواله توجيه وإرشاد فهذا لون سخرية قميئة لا أحب أبداً استعمال مثلها في الرد عليه أو على غيره، وأما أني خلطت كما أدعى فهو ما لم يحدث، فإنما سقت مطالبة عدد من الكتاب من بينهم أخي قينان في رفع أسعار الخدمات وغرامات المرور مع ما يعانيه المواطنون وجلهم من متوسطي الدخل ومحدودية من ارتفاع مستمر ومتوال في اسعار المواد الغذائية ومايحتاجه المواطنون ضرورة لحياتهم ، وأما الذين يهرفون بما لايعرفون فلعلهم اليوم كثيرون في صحافتنا، واما التعقل الذي وصفته به فإنما هو مستخلص من مقالته التي اعتذر فيها عما سبق له من نقد عدل عنه بعد عودته من لندن، وهو الذي ذكر ذلك ولم ابتدعه، والهاتف وان تطورت خدماته ، فلايزال الجزء الاكبر من اسهمه مملوكة للدولة، ولاتزال اسعار خدماته تثقل كاهل المواطنين، رغم المنافسة التي فتح بابها، والدول التي تبيع المنتج الكهربائي بأقل من الاسعار التي تفرضها شركة كهربائنا لاتحصى، والدول التي تدعم الكهرباء وجلها من الدول الفقيرة تجعلنا احرص على دعم الكهرباء في بلادنا فنحن لانعاني من قلة الموارد كما تعاني تلك الدول ، والسؤال لأبي عبد الله لماذا لاتثبت دعواك أن شركة الكهرباء تبيع منتجها لنا بأقل من تكلفته كما ذكرت، فالكرة لا تزال في ملعبك ولم تصل إلى ملعبنا بعد، فيا أخي: عواطفي مع كل مواطن يعاني ودخله لايكفيه لمواجهة تكاليف الحياة اليوم، مهما ارتفع، مادام موظفا يعمل في قطاع حكومي أو خاص، أو لايجد عملاً أصلاً في هذا الزمان، وكل من يطالب بإرهاقه بمزيد من ارتفاع سعر خدمة أو غرامة أوسلعه فإني سأظل اعتبره يكتب ضده، ودعك من فطير وطير ومعاناة أحفاد يأتون ، وللهدر مواضع أخر فأبحث عنها، وفقني الله وإياك وسدد خطاك. ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس: 6407043